نهيان بن مبارك : الشيخ زايد أسس وطننا على التسامح والترحيب بالجميع والانفتاح على الآخر

wam

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن التجربة الإماراتية في التسامح والأخوة الإنسانية تنطلق من تعاليم الإسلام والتراث الإنساني الإصيل وإرث الشيخ زايد "طيب الله ثراه

جاء وذلك خلال المحاضرة التي ألقاها معاليه على طلاب الجامعات الإندونيسية في مقر الجامعة الإسلامية بجاكرتا، وتطرق خلالها إلى الاسلام المعتدل الذي يحترم الآخر ويرحب بالعمل المشترك، ويؤكد على السلام والتسامح والأخوة الإنسانية كمنهج يواجه العنف والتشدد، ويفتح الطريق لرخاء وازهار العالم.

وقال معاليه أن هذا ما تسعى إليه الإمارات قيادة وشعبا في تجربتها الفريدة في مجال التسامح والأخوة الإنسانية هو منهج حياة يطمح إلى أن يعم السلام والازدهار والأمن كافة بقاع العالم.

وفي بداية المحاضرة قال الشيخ نهيان بن مبارك.. " يسعدني في البداية ، أن أنقل إليكم جميعا في جمهورية أندونيسيا الصديقة ، التحيات والتمنيات الطيبة ، من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. كما أنقل إليكم كذلك ، التحيات والتمنيات الطيبة ، من أصدقائكم وزملائكم ، في الإمارات العربية المتحدة... إننا نعتز سويا ، بهذه العلاقات القوية ، بين بلدينا ، وبما ألمسه خلال هذه الزيارة ، وبحمد الله ، من التعاون الحقيقي ، والوفاق الصادق ، والأخوة العميقة ، التي تجمع بين شعبي الإمارات وأندونيسيا ، برباط قوي ، يجسد ما نسعى إليه معا ، من بناء جسور التفاهم والتعايش والأخوة، في العالم أجمع ، بل وما نحرص عليه بكل قوة ، نحو تحقيق مصالحنا المشتركة ، تلك التي تتواءم باستمرار، مع مصالح الأمة الإسلامية ، ومصالح العالم ، في كل مكان ، وعلى نحو مثمر ونافع ، بإذن الله ".

وأضاف معاليه.. " إنه يشرفني كثيرا ، أن تكون زيارتي لجمهورية أندونيسيا الصديقة ، في هذه المناسبة الغالية ، التي تحتفلون فيها ، بتنصيب فخامة الرئيس جوكو ويدودو وفخامة نائب الرئيس الدكتور معروف أمين، بما يمثله ذلك من دليل واضح ، على حيوية دولتكم العزيزة ، وعلى ما تتسم به مسيرتها ، من تقدم وتطور ، وسلام واستقرار ، بل وكذلك من حرص كبير ، على أن تكون أندونيسيا ، نموذجا متطورا ، للنظام الديمقراطي الناجح ، بإذن الله – أعبر أمامكم، عن عظيم التحية، والشكر والتقدير ، لحكومة وشعب أندونيسيا الصديقة، داعيا الله سبحانه وتعالى ، أن تظل هذه الدولة المرموقة، وهي قوية بأبنائها وبناتها، عزيزة بتاريخها وتراثها ، دولة واثقة بالمستقبل ، حريصة على أن تكون دائما ، موطنا للخير والتقدم والنماء".

وأكد معاليه أنه يتحدث إلى الطلبة بصفته وزيرا للتسامح في الإمارات العربية المتحدة التي تعد تجسيدا قويا لرؤية الإمارات التي اهتمت منذ اليوم الأول لتأسيسها بأن يكون التسامح جزءا أساسيا في مسيرة المجتمع، ولذا فإن الالتزام القوي والمستمر في الإمارات بقيم التسامح والأخوة الإنسانية وتأكيدها في العالم أجمع يعد واحدة من أولوليات القيادة وكافة فئات المجتمع.

وأوضح معاليه أن تحقيق التسامح والتعايش في المجتمع والعالم ، يتطلب من الجميع العمل الجاد وبذل الجهد بشكل دائم ، وفي الإمارات نؤكد دائما، على أن مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية ، هي جزء مهم ، في تراثنا العربي والإسلامي ، وهو التراث الذي قدم عبر التاريخ منظومة متكاملة من التقاليد والقيم الأصيلة التي ساعدت على تحقيق التواصل والتفاعل، مع العالم.. مؤكدا أن الأمة الإسلامية هي أمة عميقة العطاء والجذور ولها تاريخ ممتد وعريض، تدعمه دائما وأبدا، شعوب عريقة صانعة للحضارة والتاريخ.

وأشار إلى أنه بإنشاء وزارة التسامح في الإمارات التي هي الوحيدة من نوعها في العالم ، لهو أبلغ دليل على الاهتمام الكبير بالسلوك المتسامح، وهو أيضا تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف كدين يحترم الفكر والعقل، ويدعو إلى المبادرة، في سبيل الخير، فالإسلام كان وما يزال منبعا لا ينضب للقيم والمبادئ التي تحقق السلام والعدل والحرية والحياة الكريمة للفرد، والرخاء للمجتمع ، والسلوك الإسلامي المستنير هو سلوك الوسطية والاعتدال الذي قوامه المعرفة والعمل والأخلاق الكريمة، وهو سلوك يجمع ولا يفرق ويقوم على أن الناس جميعا في الإنسانية سواء، ويقدم للجميع نموذجا متكاملا للحياة السعيدة ، وبرغم محاولات بعض المغرضين للإساءة إلى الإسلام والمسلمين فسيظل المسلمون وفي كل مكان أصحاب رسالة سلام ووفاق ، وخير ورخاء للعالم داعيا أسرة الجامعة ، إلى الحرص على أن يكون التسامح ، جزءا مهما ، عند مناقشة عوامل الابتكار والريادة على كل المستويات.

وعن تجربة الإمارات قال معاليه.. " إننا ننظر إلى الجميع باعتبارهم أعضاء في مجتمع إنساني واحد يعمل فيه الجميع معا من أجل نبذ التطرف والتشدد وتحقيق السلام والرخاء والحياة الكريمة في كافة أنحاء العالم، وحريصون كذلك على أن نعمل مع الجميع من أجل نشر قيم التسامح والتعايش، وأن نتبادل الأفكار والآراء والتجارب ، مع الآخرين ، من أجل تحقيق كافة المنافع ، التي تترتب على التسامح والأخوة الإنسانية أمر حيوي للغاية".

وعبر معاليه عن اعتزازه برسالة الجامعة، في التعليم ، والبحث العلمي ، وخدمة المجتمع واحترامه لما تسعى إليه من تحقيق تعليم عالمي المستوى يقوم على التكامل المبدع بين العلوم والمعارف من جانب ، والقيم الإسلامية ومقومات الهوية الوطنية ، من جانب آخر، مؤكدا أن التعليم وسيلة مهمة وفاعلة لتمكين الشباب من فهم وتقدير أهمية التسامح وآثاره الإيجابية ، في مسيرة المجتمع والعالم، فللتعليم دور مهم في تنمية السلوك المجتمعي المتسامح وتحقيق الفهم والاحترام للثقافات الأخرى وفي منع الأفراد ، من الإنجذاب إلى مغريات العنف، أو الإرهاب ، أو السلوك المعادي للمجتمع، وكذلك للتعليم الدور الرئيسي في تحقيق الانفتاح الثقافي والحضاري بين الجميع بما يحول دون حدوث قلاقل أو فتن، قد تنشأ نتيجة الاختلافات في الدين أو اللغة أو الوضع الاقتصادي أو المذهبيات السياسية أو ما شابه ذلك ، منبها إلى أن الانفتاح الثقافي والحضاري يؤدي إلى التطور في المعارف لدى الجميع عن الجميع وما ينشأ عن ذلك من سلام واستقرار ورخاء ونماء.

وأوضح معاليه أن ما يشهده العالم من خلافات أو عدم ثقة أو سوء فهم إنما تعود في جزء كبير منها إلى عدم المعرفة الكافية بالآخر لذا لابد أن تتيح نظم ومحتويات التعليم على مستوى العالم كله أمام الطالب، التعرف على تاريخ المجتمعات الأخرى ، وعلى القيم والمبادئ ، التي تحكم مسيرتها، وكيفية التعامل معها ، بحكمة وبعد نظر.

وقال معاليه.. " إننا في الإمارات العربية المتحدة، سوف نحتفل هذا العام ، بمرور 48 عاما، على تأسيس الدولة ، وهنا ، أود أن أشير ، إلى أن النموذج الناجح ، في التعايش والسلام والتنمية ، الذي يتحقق على أرض الإمارات ، قد نشأ مع بداية الدولة ، في عام 1971 ، وذلك بفضل قائد حكيم وشجاع ، هو الأب المؤسس ، المغفور له الوالد ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، عليه رحمة الله ورضوانه – هذا النموذج ، يستمر وبحمد الله ، مع قادة دولتنا الكرام ، ممثلين في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".. إن قادة وشعب الإمارات ، يعبرون دائما ، عن اعتزازهم برؤية القائد المؤسس ، وعن افتخارهم بما يتحقق في دولتهم العزيزة ، من سلام ورخاء ، على كل المستويات.

وأضاف.. " لقد كان المغفور له الشيخ زايد ، قائدا تاريخيا بكل المقاييس، ركز على التعليم، وعلى تمكين المرأة، وعلى تأكيد مكانة العلوم والتقنيات ، في تشكيل مسيرة المجتمع، كما أنه جعل من الإمارات ، قوة اقتصادية مهمة ، على مستوى العالم كله ، وكان في كل ذلك ، منفتحا على الجميع ، يتفاعل وبإيجابية ، مع كل من جاء إلى بلادنا، للإقامة ، أو العمل ، أو الزيارة ، بعد أن أصبحت الإمارات ، جاذبة للقدرات ، والمهارات ، من مختلف أنحاء العالم جاءوا إلينا ، بثقافات وجنسيات ، وأديان ومعتقدات متنوعة ، وكان رحمه الله ، معهم جميعا ، مثالا في العدل ، واحترام حقوق الإنسان ، ومعاملة الجميع ، بالمساواة – كان رحمه الله ، حريصا كل الحرص ، على أن يعمل مع الجميع ، في العالم كله ، من أجل تنمية قيم التسامح والسلام والأخوة، في كافة أقطار العالم – ونتيجة لذلك ، نرى الإمارات اليوم ، هي بمثابة ، خيمة عربية كبرى ، ترحب بالجميع ، دونما اعتبار لجنسياتهم أو ثقافاتهم ، في ظل التزام كامل ، بقيم العدل والمساواة وحقوق الإنسان".

وأشار معاليه إلى الزيارة التاريخية التي قام بها إلى أبوظبي ، في مطلع هذا العام ، قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، وقاما خلالها بإصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية ، التي تمثل رسالة سلام ، ومحبة ، من الإمارات إلى العالم ، تدعو الجميع للعمل معا ، من أجل تحقيق الخير ، والسعادة ، والرخاء للمجتمع والإنسان ، في كل مكان ، وإلى توحيد الجهود ، من أجل مكافحة التطرف والتشدد والإرهاب ، على كل المستويات ، كما تم الإعلان عن عام 2019 ، عاما للتسامح في الدولة، بما يحمله ذلك من معان مهمة، أولها هو التأكيد على أن التسامح في الإمارات ، هو انعكاس حقيقي، لتعاليم الإسلام الحنيف ، وامتداد طبيعي، لتراثنا العربي والإسلامي الخالد، وهو بذلك ، تسامح للجميع مع الجميع ، دونما اعتبار للجنس ، أو العمر ، أو الجنسية ، أو الديانة ، أو الثقافة ، أو القدرة ، أو حتى المكانة في الحياة ، وذلك لما فيه منفعة البشرية، كما يعد تذكرة بأن التسامح يتطلب عملا دائما ، وجهدا مستمرا، إضافة إلى التأكيد على أهمية تمكين جميع السكان ، للتعارف مع بعضهم البعض، وللعمل معا ، كما أن التسامح ، يمثل جزءا مهما ، من القوة الناعمة للإمارات ، باعتبارها نموذجا عالميا ، للدولة التي تقوم على الوحدة ، والتعايش ، واحترام الجميع.

وعبر معاليه عن قناعته بأن العالم في حاجة ماسة إلى السير على خطى الشيخ زايد الداعية إلى التعايش والتناغم والعمل المشترك وإلى تنمية مبادئ " الحكمة " ، لدى القادة والمواطنين لإطلاق قدراتهم وطاقاتهم في مواجهة القضايا ذات الأهمية في هذا العصر وإلى إيجاد حلول ناجعة لها منبها إلى أن التسامح والأخوة الإنسانية هي الطريق إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي في كافة مناطق.

وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أنه من الحكمة لنا جميعا،الاعتراف بأننا في عالم واحد وأن علينا واجبا ومسؤولية في تعميق مكانة العمل المشترك النافع والمثمر في مسيرة المجتمع والعالم بل وكذلك في دعم الجامعات ومؤسسات التعليم ، بل ودعم كافة مؤسسات المجتمع ، في أداء دورها المرتقب ، في تعميق مبادئ الأمل، والتفاؤل ، والاستقرار ، والرخاء، في العالم كله

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية