مثقفون إماراتيون وروس يبحثون تأثير التكنولوجيا على مستقبل النشر

استضاف جناح الشارقة في معرض موسكو الدولي للكتاب 2019 الذي تحل الإمارة ضيفاً مميزاً على نسخته الـ32 جلسة حوارية جمعت بين أدباء وشعراء روس وإماراتيين تناولوا خلالها تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مصير العلاقات الثقافية بين الشعوب ومستقبل سوق الطباعة والنشر والتوزيع.

شارك في الجلسة صالحة غابش مؤسس وصاحبة دار "صديقات" للنشر والتوزيع والدكتور محمد بن جرش الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات وإيجور لوفينتش الشاعر والمختص بالذكاء الاصطناعي ودينيس يزبونسوف الشاعر والمختص في أدب الأطفال.

وأكدت صالحة غابش أن الفضاء الرقمي منح الكتاب فرصة ثمينة للوصول إلى الجمهور بتكاليف وجهد أقل .. مشيرة الى تجربة دورالنشر الإلكتروني والتي تتفوق على دور النشر التقليدية.

ولفتت إلى أن التقنيات الحديثة قادرة على إيصال المنتج الفكري والأدبي بما يمثله من هوية وتاريخ للأمم إلى أي فرد في هذا العالم بسرعة وسهولة.

من جانبه استعرض الدكتور محمد بن جرش المزايا التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة للناشرين واعتبر أن العالم ذاهب نحو مرحلة ستغير فيها التقنيات قواعد سوق الطباعة والنشر والتوزيع ما يتطلب المزيد من الاهتمام بالعلوم والمناهج التدريسية الوطنية لتأهيل جيل قادر على مواكبة المتغيرات والحفاظ على المنتج الوطني في الأسواق العالمية.

وفي حديثه حول سرعة المتغيرات التكنولوجية وتأثيرها على الثقافة .. أوضح أن ما كان خيالاً في وقت ما أصبح اليوم واقعاً يفرض نفسه على مجمل الحراك الثقافي .. مشيرا إلى أن مستقبل العلاقة بين الكتاب الروس والإماراتيين قد يكون منصة إلكترونية تفاعلية ومشتركة بين الطرفين.

بدوره أشار دينيس يزبونسوف إلى التطوّر الكبير الذي يشهده سوق الكتاب الرقمي ما يؤسس لمنتج خاص بالطفل يراعي خصوصيته التي تتمثل في رغبته بالتفاعل مع الكتّاب وليس قراءته فقط .. لافتا الى أن بعض الكتب الرقميّة تتيح للطفل أن يحوّل الصور إلى مشهد متحرك باستخدام تطبيق على هاتفه النقّال.

وأوضح أن التكنولوجيا الحديثة ستعيد إنتاج الأدب الكلاسيكي القديم وتقدمه للأطفال بطريقة جديدة ما سيعزز الروابط بين الأجيال من ناحية وبين الثقافات والحضارات من ناحية ثانية.

و أعرب إيجور لوفينتش عن قلقه أن يأتي وقت يتولى فيه الذكاء الاصطناعي مهمة كتابة الشعر والرواية والأغنية .. مشددا على أهمية التفريق بين توظيف التقنيات الحديثة في تسهيل مهمة الكتّاب والشعراء من ناحية، وبين توظيف هذه التقنيات لتحل محلهم.

كما استضافت فعاليات الشارقة كلاً من الكاتبة المهندسة صالحة عبيد والكاتب الطبيب عمر الحمادي في جلسة حوارية تحت عنوان "شهادات حية" في جناح الإمارة المشارك في المعرض بحضور نخبة من الكتّاب والمثقفين الإماراتيين والروس.

وقدمت الجلسة استعراضاً لشواغل المثقفين والكتّاب اليوم حيث قدّم الكاتبان شهادات حول رؤيتهم للتحولات التكنولوجية المعاصرة وأثرها على الأدب والإبداع وعلاقة المهندسين والأطباء بالكتابة إلى جانب الإشارة إلى أهمية النقد وضرورته لفرز الأعمال الجديدة عن سواها من الأعمال.

و في جانب متصل .. قدمت فرقة الشارقة الوطنية لزوار الساحة الحمراء في العاصمة الروسية - موسكو عروضا تراثية ترافقهم أصواتهم وأهازيجهم وعزف آلاتهم وصولا الى مسرح غوركي العريق و أبرز المعالم السياحية حيث أحتفت موسكو بالثقافة العربية والإماراتية عبر بوابة الشارقة وكان الكتاب والفنانون والمبدعون الإماراتيون حاضرين أمام الجمهور الروسي.

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث : " إن احتفاء معرض موسكو الدولي للكتاب بإمارة الشارقة هو احتفاء بالثقافة والذاكرة والتراث الإماراتي لذلك كنا حريصين في المعهد أن نقدم التراث الإماراتي عبر الغناء والأهازيج والرقص الشعبي ليكون تاريخنا أساساً لعلاقتنا الراهنة والمعاصرة مع الثقافة الروسية ولمسنا حجم التفاعل مع الفعاليات التراثية ونحن نرى الروس يحتشدون حول العروض التراثية ".

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية