
عبد المنعم سليمان: الشكوى التي قدمتها سلطات الجيش السوداني، هي مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة ولا تتضمن أي أدلة تؤكد إدعاءاتهم الكاذبة، وأن الدعوى ليست سوى محاولة واهية من قبل القوات المسلحة السودانية، لتشتيت الانتباه عن النزاع الكارثي الذي يدور في السودان ومسؤوليتها تجاهه
أكد عبد المنعم سليمان، رئيس تحرير موقع «سودان بيس تراكر»، أن الشكوى التي قدمتها سلطات الجيش السوداني، هي مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة ولا تتضمن أي أدلة تؤكد إدعاءاتهم الكاذبة، لافتاً في الوقت نفسه، أن الدعوى ليست سوى محاولة واهية من قبل القوات المسلحة السودانية، لتشتيت الانتباه عن النزاع الكارثي الذي يدور في السودان ومسؤوليتها تجاهه وما نتج عنه من مقتل وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني، وتسببه بمجاعة في أجزاء واسعة من البلاد، أفرزت عن تسجيل المنظمات الدولية وجود 3 ملايين سوداني يعانون من المجاعة الحادة.
وأوضح إن السلطات العسكرية في بورتسودان، وبدعم من تيار الإسلام السياسي وجماعة الأخوان المسلمين الإرهابية، عمدت إلى استخدام الدعوى كذريعة تعبئة سياسية وإعلامية، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لدور الدولة المحوري في كشف خطط التنظيم الإرهابي على كافة الأصعدة والمستويات، وممارساته تنظيم الإخوان الإرهابي الممنهجة التي تستهدف إثارة الفتن والحروب، ومحاولة المساس بأمن وسلامة الشعوب واستقرارها.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية استضافتها «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية» في أبوظبي، صباح اليوم، تحت عنوان: «واقع السودان: بين الرواية والسلطة»، وقدم فيها تحليلاً معمقاً للأزمة المستمرة في السودان، من خلال فهم خلفية الصراع واستكشاف أبعاده السياسية والاجتماعية والإنسانية، مسلطاً الضوء على تداعيات الصراع على الجهود الإغاثية، في ظل ما بات يعد إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وأفاد سليمان، بأن التقارير الأممية بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية هي وثائق واضحة، تدين القوات المسلحة السودانية، وتفضح جرائمها، في وقت تواصل فيه الهجوم على الإمارات دون أي أدلة ثابتة تدعم مزاعمها، وترتكز على مقولة واحدة وهي «قال لنا شخص ... ونقلاً عن فلان ... وسمعنا من أحد الأشخاص عن حدوث».
ولفت إلى أن «الإخوان المسلمين في السودان» اتخذوا من الجيش السوداني وسيلة لعودتهم إلى الحكم، موضحاً بأن التنظيم يواصل نشر خطاب الكراهية.
وأكد عبد المنعم سليمان، أن تلك الممارسات تأتي وفقاً لإستراتيجية مدروسة وضعها التنظيم يستهدف منها الحفاظ على نفوذهم عبر استمرار الصراع، مضيفاً بأن «القيادات الإخوانية»، اختارت الحل العسكري كخيار وحيد للتخلص من قوات الدعم السريع، وإخضاع الشعب بالقوة.
وشدد بأن جماعة الإخوان المسلمين لا تستطيع الاستمرار بعيداً عن السلطة، مشيراً إلى عدم إيمانهم بمبدأ تداول السلطة، وهو ما يتضح من تجربتهم خلال فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، حيث قررت الجماعة الاستغناء عنه باعتباره الواجهة الرسمية لها، على أن يبقى جسد التنظيم موجوداً داخل مؤسسات وقيادة الجيش، مما يساهم في عودتهم إلى السلطة مرة آخرى. ولفت إلى ضرورة أن ترتبط عملية إيقاف الحرب بمسار سياسي يتم بناء عليه تشكيل حكومة ديمقراطية، مشيراً إلى إن إيقاف الحرب من دون وجود هذا المسار، سيفضي إلى عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكمة مرة أخرى.