"دبي لمستقبل العمل الإنساني" يستعرض دمج التكنولوجيا الحديثة بالقطاع الإنساني

عقد مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني اجتماعه الأول برئاسة سعادة سعيد العطر مدير عام المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، رئيس المجلس، مستعرضاً التوجهات العالمية لمستقبل العمل الإنساني، وأبرز التحديات التي يواجهها القطاع، وسبل تطويع التكنولوجيا الحديثة للارتقاء بمستقبل العمل الإنساني حول العالم، تماشياً مع أهداف "مجالس دبي للمستقبل" التي أُطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" مطلع العام الحالي، والتي تُعنى بإطلاق مبادرات وخطط استراتيجية

شارك في الاجتماع كل من سعادة الدكتور حمد الشيباني مديرعام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وسعادة طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، والدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية وموسى خوري رئيس الإدارة الشرعية في بنك دبي الإسلامي ومنى الكندي مدير مركز الاتصال الاستراتيجي في المكتب التنفيذي وخليفة الشاعر مدير إدارة التسامح بالمعهد الدولي للتسامح والدكتور عبدالسلام المدني رئيس شركة "إندكس" القابضة والدكتور وليد آل علي مستشار مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وميساء جالبوت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الله الغرير للتعليم و"جوانا بليد" مسؤولة المنظمات غير الربحية في مؤسسة فيلاندروفي والدبلوماسي والسفير السابق للأمم المتحدة الدكتور جيرهارد بوتمان.

وتطرق النقاش إلى توجهات حكومة دبي الرامية إلى جعل دبي كأحد أكبر مراكز العمل الإنساني في العالم، لما تتميز به من بنية تحتية مناسبة، وبيئة معلوماتية خصبة يمكن استثمارها لاستشراف مستقبل هذا القطاع، عبر إعادة تقييم آليات عمل الخدمات والأعمال الإنسانية المتبعة، وإيجاد الحلول المناسبة لبناء مجتمعات قادرة على التكيف والتعايش مع متغيرات العصر.

وأكد سعادة سعيد العطر على الدور المحوري لدبي كحاضنة لأكبر تجمّع للجهات العاملة في المجال الإنساني في العالم، وتطلعها لتكون عاصمة الأعمال الإنسانية، مُشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة رفد هذا القطاع بالأفكار الجديدة والمبادرات التنموية المستدامة .

وأضاف العطر : " تصنف دبي كأحد المدن الرائدة في مختلف مجالات المستقبل كالابتكار والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية وغيرها، وهي تجارب ناجحة سنسعى لاستغلالها بالشكل الأمثل في ميدان العمل الإنساني، حيث تظهر الدراسات انخفاض مستوى الانفاق عالمياً على البحوث والتطوير والابتكار في المجالات الإنسانية مقارنة بالقطاعات الأخرى، مما يفقدها فرصة تبني الحلول المبتكرة والتكنولوجيا الحديثة، وهي أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها هذا القطاع".

وتطرق إلى تجربة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والتي تضم 33 مؤسسة تستهدف خدمة أكثر من 130 مليون إنسان في 116 دولة حول العالم .

وقال: " انطلاقاً من إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوجوب تغيير واقع المجتمعات المحتاجة، وضرورة تغيير آليات العمل المتبعة في القطاع الإنساني ومواكبتها للمتغيرات المتسارعة، وجه سموه بإطلاق مؤسسة تضم كافة المبادرات الإنسانية والتنموية والاجتماعية التي اطلقها، تحت مظلة واحدة، باستثمار يصل إلى مليار درهم، لتتكامل وفق رؤية مستقبلية تخطو باتجاه مرحلة جديدة من العمل الإنساني العالمي المتكامل، تقودها فرقٌ مبتكرة تستشرف تحديات القطاع وتسعى لإيجاد الحلول المناسبة لها".

وشدد العطر على أهمية تضافر الجهود وتكاملها بين كافة الشركاء في قطاع العمل الإنساني للمحافظة على دور دبي كمركز عالمي رائد في مجال العمل الإنساني .

وأضاف: " سيقوم مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني في الفترة المقبلة بتبني مجموعة مبادرات نوعية ستساهم في رفد قطاع العمل الإنساني والارتقاء به محلياً وعالمياً، بالتعاون مع كافة الشركاء في هذا القطاع، بما يتناسب مع حجم ونوعية كل مبادرة".

ويهدف مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني لرسم ملامح مستقبل دبي كأحد المدن الرائدة عالمياً في قطاع العمل الإنساني، عبر تعزيز مكانتها كمركز عالمي في مجال العمليات والخدمات اللوجستية، وجذب تطبيقات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الحديثة المعنية بهذا القطاع، إضافة إلى إطلاق مؤشرات تقيس أداء وكفاءة وشفافية العمل الإنساني، وتقديم الدعم اللازمة لتحفيز الدراسات والتقارير الاستشرافية لمستقبل هذا القطاع.

وخلال الاجتماع .. تطرق سعادة الدكتور حمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي لأبرز التحديات الراهنة في هذا القطاع .. وقال : " روح العمل الإنساني متجذرة في نفوس مجتمع دبي منذ القِدم، وهي الروح التي عززتها فينا قيادتنا الرشيدة .. مشيرا إلى أن قطاع العمل الإنساني كباقي القطاعات لا يخلو من تحدياتٍ تستوجب إيجاد الحلول المناسبة لها، كالتحديات المتمثلة في الجوانب القانونية التي تتطلب مراجعة دائمة للقوانين والتشريعات المنظمة للعمل الإنساني، والتحديات الإعلامية المتمثلة في إبراز الدور التي تقوم به المنظمات المحلية في دعم العمل الإنساني محلياً وعالمياً والافتقار لوجود إعلاميين مُدربين في هذا القطاع لإيصال الصورة المناسبة".

كما سلط سعادة طارق القرق مدير دبي العطاء الضوء على أهمية الدور الإعلامي تحديداً .. وقال: " يُعد الإعلام أهم أحد الشركاء الاستراتيجيين للمؤسسات والمنظمات الإنسانية إقليمياً وعالمياً، وهو المحرك الأساسي للمانحين وداعمي هذا القطاع .. منوها إلى ضرورة التنسيق الاعلامي المشترك وفق خطط تغذيها الأنشطة الإنسانية " .

وأضاف : " نسعى لتعزيز العمل الإنساني عبر إيجاد خطط إعلامية متكاملة تدعم جهوده وتقدمها للعالم بطريقة تعكس الوجه الحضاري والإنساني لمدينة دبي، وتسلط الضوء على ما حققته استثمارات دبي في هذا القطاع منذ سنين طويلة".

من جانبها تطرقت الدكتورة منال تريم، مدير المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى أهمية تبني مبادرات نوعية ذات أثرٍ ترتقي بالعمل الإنساني .. وقالت : " من المهم خلال صياغة المشاريع والمبادرات والبرامج المعنية بقطاع العمل الإنساني التركيز على نوعيتها وجودة مخرجاتها وفاعليتها على المدى البعيد، إضافة إلى تخصصها في مجالاتٍ محددة بهدف تطويرها وسد احتياجاتها".

ويعتبر مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني أحد مجالس دبي للمستقبل التي وجه بتشكيلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وأطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل كمنصة استشراف وصناعة مستقبل القطاعات الحيوية في مدينة دبي خلال الخمسين عاماً المقبلة.

وتهدف مجالس دبي للمستقبل إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات لإيجاد حلول فاعلة لمختلف التحديات وإطلاق مبادرات واستراتيجيات وطنية لتشكيل الفرص الحالية والمستقبلية، ويشارك فيها نخبة من المستشرفين والشخصيات القيادية في الجهات الحكومية والخاصة في الدولة.

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية