
يصادف اليوم السادس من سبتمبر الذكرى الـ44 لتولي صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، مقاليد الحكم في الإمارة، خلفاً لوالده المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي، طيب الله ثراه، وتشكل مسيرة سموه نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الحكمة والرؤية المستقبلية
وتولى سموه الحكم بعد وفاة والده المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي في 6 سبتمبر 1981، وتابع سموه مسيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي بخطوات سريعة، وكان لسموه الفضل في العديد من الإنجازات التي شهدتها إمارة عجمان، التي باتت في عهده منطقة اقتصادية مزدهرة جاذبة للاستثمارات، حيث عمد سموه إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، وكانت له رؤى حكيمة أثمرت منظومات حكومية واعية استطاعت وضع خطط وتصورات لمرحلة التطور الحضاري الذي نعيشه اليوم واقعاً ملموساً في مختلف المجالات.
كما عزز سموه عبر عمله بجد وإخلاص مسيرة الاتحاد وترسيخ أركانه، واكتسب سموه المعرفة والخبرة وفنون القيادة، وتدرب على شؤون الحكم والإدارة منذ صغره، من خلال قربه الدائم من مركز صناعة القرار، فقد كان الساعد الأيمن لوالده، وأكثر أبنائه اقتراباً منه والتصاقاً به، ومنذ عام 1960 اختاره ولياً للعهد، فتولى الأمر بأمانة واقتدار، وشارك والده في وضع اللبنات الأولى لبناء عجمان الحديثة، وانتخب نائباً لرئيس مجلس الإمارات المتصالحة في عام 1966.
وشهدت إمارة عجمان في عهده العديد من الإنجازات العملاقة على صعيد المشروعات الحيوية والمهمة، إذ تعززت البنية التحتية والعمرانية إلى أرقى المعايير، إضافة إلى إرساء دعامات ومقومات لاقتصاد قوي ومزدهر من خلال إنشاء ميناء عجمان ومنطقة عجمان الحرة، ما أسهم في دفع عجلة الاستثمارات، إذ إن القوانين والمبادرات والتسهيلات التي توفرها إمارة عجمان للمستثمرين المحليين والأجانب بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي أسهمت في جعل الإمارة بيئة استثمارية مميزة تتمتع بالمرونة العالية في الإجراءات الإدارية لتصبح حالياً من بين أفضل الإمارات المستقطبة لشركات الاستثمار الأجنبية والمحلية.
وفي ظل قيادة سموه، بلورت عجمان منظومة استثمارية متميزة تستقطب مختلف شرائح المستثمرين من داخل الدولة وخارجها، بفضل ما توفره من بيئة داعمة للنمو ومجموعة من التسهيلات النوعية، وتم ترجمة هذه الرؤية من خلال الأداء المتقدم لهيئة المناطق الحرة، التي باتت منصة مثالية لآلاف الشركات والمؤسسات، محققة نمواً مستداماً عاماً بعد آخر.
كما يحرص سموه على تعزيز مكانة ميناء عجمان بوصفه ركناً محورياً في الحراك الاقتصادي للإمارة، حيث يشهد الميناء أعمال تطوير وتوسعة متواصلة تمكنه من استيعاب حركة السفن المتزايدة، وتعزز من دوره في تنشيط التجارة بين دولة الإمارات ومختلف أسواق العالم.
وفي قطاع السياحة، سجلت عجمان نقلة نوعية واضحة، تمثلت في زيادة المنشآت الفندقية والمرافق الترفيهية، إلى جانب تنوع الوجهات السياحية التي تستقطب الزوار من شتى الجنسيات.
وتواصل الإمارة التوسع في مشاريعها السياحية لتشمل مختلف مناطقها، ما يعزز من حضورها على خريطة السياحة الإقليمية والدولية.
وعلى الصعيد العمراني شهدت الإمارة نهضة عقارية بارزة، عبر انطلاق مشاريع تطويرية كبرى جعلت منها وجهة جذابة للشركات العقارية الرائدة.
وفي المجال الصحي، أولت القيادة عناية خاصة بتوفير خدمات طبية بمعايير عالمية، ما انعكس في توسع المؤسسات الصحية وتطور بنيتها، ليحظى جميع المواطنين والمقيمين برعاية صحية متكاملة وعلاج متقدم يلبي احتياجاتهم على أكمل وجه.
وأسس سموه المجلس التنفيذي لإمارة عجمان بموجب المرسوم الأميري رقم (4) لسنة 2003، ليتخذ المجلس دوراً قيادياً في مجال وضع السياسات العامة والخطط الاستراتيجية في الإمارة.
ويولي صاحب السمو حاكم عجمان اهتماماً كبيراً بتطوير البنى التحتية لخدمة سكان الإمارة وزائريها، كإنشاء الجسور ومشاريع الطرق وإنارة الشوارع والمواصلات العامة، وإقامة الحدائق والمتنزهات وتنظيم الأنشطة والفعاليات الترفيهية لإسعاد المجتمع.
ونتيجة لجهود سموه وتوجيهاته الحكيمة، جاء تصنيف إمارة عجمان، أخيراً، المدينة الثانية ضمن أفضل 10 مدن في العالم أمناً وفق تقرير NEMBEO، لتسهم بذلك في ترسيخ الشعور بالأمان في الدولة بوصفها وجهة مثلى للعيش بأمن واستقرار ورفاهية، حيث يأتي تحقيق الأمن بالإمارة في مقدمه أولويات صاحب السمو حاكم عجمان، كونه حامياً للاستقرار والتنمية.
ويؤكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي أن التعليم يمثل حجر الزاوية في بناء الإنسان وصناعة الأجيال القادرة على مواصلة مسيرة التطور والنهضة التي تشهدها الإمارة، وأولى سموه المنظومة التعليمية اهتماماً كبيراً إيماناً منه بأن التقدم والنجاح يلزمهما رافد وطني قوي ومتمكن، وتجسدت هذه الرؤية على أرض الواقع من خلال النقلة النوعية التي حققها قطاع التعليم بشقيه العام والعالي، حيث شهدت عجمان تأسيس جامعات جديدة ومدارس حديثة، إضافة إلى رفد المؤسسات التعليمية بالكوادر المؤهلة والمختبرات والتجهيزات المتطورة التي تواكب أحدث النظم التعليمية العالمية.
وتضم الإمارة اليوم عدداً من المؤسسات الأكاديمية المرموقة، ورعى سموه تأسيس أول صرح علمي في مجال التعليم الجامعي الخاص، هو كلية عجمان الجامعية في عام 1988، التي أصبحت «جامعة عجمان»، وتحولت الإمارة في عهده إلى منارة للتعليم العالي، وأصدر مرسوم جامعة الخليج الطبية في عام 1998، وحظيت بدعم سموه منذ تأسيسها.
ولم يقتصر دور سموه على دعم المؤسسات التعليمية فقط، بل امتد ليشمل إطلاق المبادرات النوعية، حيث أطلق عام 1983 أول جائزة تعليمية على مستوى الدولة، وهي جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، وذلك خلال احتفالات يوم العلم، تخليداً لذكرى والده الراحل الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رحمه الله، الذي كان شديد الاهتمام بالعلم وأهله.
وتتولى جمعية أم المؤمنين في عجمان الإشراف على تنظيم هذه الجائزة حتى اليوم.
ونال سموه تقديراً إقليمياً ودولياً نظير إسهاماته البارزة في تعزيز التعليم العالي، حيث منحته جامعة بدفورد شاير البريطانية شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون عام 2009، وكرمته الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا بشهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة عام 2011، إلى جانب فوزه بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز في العام نفسه.
وأولى صاحب السمو حاكم عجمان اهتماماً متواصلاً برفاهية المواطنين والمقيمين، فعمل على ضمان حياة كريمة للجميع وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في التنمية، وشهد القطاع الصحي في عهده قفزة نوعية واضحة، تمثلت في تنوع وتطور الخدمات الطبية، وازدياد المؤسسات الصحية الحديثة، التي جاءت استجابة لحاجة المجتمع المتنامية للرعاية المتخصصة والمتكاملة.
وفي الجانب الاجتماعي، حرص سموه على توفير مساكن مناسبة تضمن الاستقرار الأسري، وتم تنفيذ العديد من مشروعات الإسكان بالتنسيق مع البرامج الوطنية للدولة، فضلاً عن تشجيع المصارف المحلية، وفي مقدمتها مصرف عجمان، لدعم هذه المبادرات التمويلية.
كما حظيت المرأة باهتمام كبير من سموه، إدراكاً منه لدورها المحوري في بناء المجتمع، ويُعرف عن سموه سخاؤه، حيث حظي العمل الخيري والإنساني باهتمام كبير من سموه، إذ كان حريصاً على دعم العمل الخيري ومد يد العون لتصل إلى الإنسان على اختلاف دينه ولونه وجنسه، وتجسدت قيمة العمل الخيري والإنساني من خلال إنشاء هيئة الأعمال الخيرية العالمية في عام 1984، لتكون أول جمعية خيرية على مستوى الدولة.
وجعلت توجيهات سموه قضية التوطين وتنمية الكوادر الوطنية أولوية استراتيجية في إمارة عجمان، إيماناً بأن الاستثمار في الإنسان هو حجر الزاوية في مسيرة التنمية، وأن المستقبل يُصنع بسواعد المتعلمين والمبدعين.
واليوم، يتولى الشباب الإماراتي إدارة مختلف القطاعات الحيوية في الإمارة، وهو إنجاز تفخر به القيادة الحكيمة باعتباره ثمرة لرؤية سموه ورهانه على الإنسان قبل أي شيء آخر.
ويواصل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي تكريس جهوده في مسيرة البناء في إمارة عجمان، وتعزيز نهضتها وتنميتها في مجالات الحياة المختلفة، من خلال تشييد صروح التميز والتطور، وبناء مجتمع شامل ومتماسك ومتمكن في الإمارة، منطلقاً من روح الاتحاد، الذي كان سموه شاهداً على قيامه، ليرسخ مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات أركان الاتحاد، وتتضافر جهوده مع جهودهم من أجل مواصلة مسيرة التقدم والنماء في دولة الإمارات. (البيان) .