انطلاق أعمال مؤتمر القانون الدولي الإنساني في أبوظبي

وام

انطلقت أمس في أبوظبي أعمال مؤتمر القانون الدولي الإنساني الثاني تحت شعار " الماضي- الحاضر- المستقبل ".

وقال سعادة أحمد عبدالرحمن الجرمن مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي في كلمته خلال المؤتمر إن القانون الدولي الإنساني يمثل المرحلة المتطورة للفكر القانوني لما كان يعرف من قبل بقانون الحرب والذي بدأ التفكير في تطوير قواعده ووضع تنظيم لعمليات القتال وكان من ثمرة هذه الجهود نشأة اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 1863 والتي رفعت شعار " الرحمة في ظل استعمال السلاح".

وأضاف : " ليس خافيا على أحد أنه على الرغم من الجهود المضنية التي بذلت لتجنيب البشرية الآثار المدمرة للحروب و ما تجلبه من كوارث وآلام إلا أن الحروب لم تنته بل - وللأسف البالغ - فإن العقل البشري مازال يعمل على تطوير الآلة الحربية لتصبح أكثر قدرة على التدمير الأمر الذي يفرض على الكافة التزاما قانونيا وأخلاقيا بأنه إذا لم يكن بالإمكان منع وقوع الحروب، فلا أقل من العمل بكل جدية للتخفيف من آثارها المدمرة، ووضع القواعد القانونية الملزمة التي تنظم عمليات القتال للحيلولة دون إحداث آلام لا تفرضها الضرورة العسكرية، ووضع قواعد تحمي من لا يشترك في عمليات القتال أو لم يعد مشاركا فيها وحماية المباني والمنشآت التي لا تستعمل في العمليات العسكرية.

و أكد سعادته أن أي تنظيم قانوني لا يمكن أن يكون فاعلا ما لم تدعمه آليات تفرض الالتزام به و تعاقب على الخروج على قواعده و لا يشذ عن ذلك القانون الدولي الإنساني و الذي وضعت ركائزه اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والتي كفلت احترامه بوصف انتهاك قواعده جرائم سواء تمثل ذلك في جرائم الحرب أو جرائم الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية و أرست اختصاصا عالميا للدول الأطراف فيها بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.

و قال إن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تتخلف عن الوفاء بما اقتضته قواعد القانون الدولي الإنساني من قمع جرائم الحرب بمعناها الواسع و العقاب على ارتكابها وملاحقة مرتكبيها وذلك بإصدار القانون الاتحادي رقم 12 لعام 2017 و الذي تبنى مفهوم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية.. كما فرض القانون عقوبات رادعة على ارتكاب هذه الجرائم.

و ذكر مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي أن اهتمام دولة الامارات العربية بنشر الوعي بالقانون الدولي الإنساني لدى كل شخص وجهة ذات صلة بمجال تطبيق قواعده يبدو في حرصها على إنشاء اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني و التي انيط بها بذل كل جهد مفيد لكفالة احترام قواعده فضلا عن اهتمامها البالغ بالمشاركة في الفعاليات الهادفة لتبادل الخبرات والعمل على تطوير قواعد القانون الدولي الإنساني كلما كانت هناك حاجة لذلك.

وأضاف : " لم يغب عن دولة الامارات العربية المتحدة الطابع الرئيسي للقانون الدولي الإنساني والمتمثل في نجدة كل من فرضت عليه ظروف الحرب العيش في ظل المعاناة وضيق الموارد ومآسي الحياة اليومية ".. مشيرا إلى أن الدولة بادرت إلى توفير ما يكفل العون و التخفيف من معاناة من ألجأتهم ظروف الحرب إلى ترك بيوتهم وأجبرتهم على العيش في مخيمات لا تحميهم من حر أو برد فضلا عن معاناة الجوع والخوف.

وأوضح أن الدولة وفرت لهؤلاء العديد من المعونات بأنواعها المختلفة من غذاء و كساء و أدوية حدث ذلك في سوريا ومخيمات اللاجئين في الأردن ..

كما سعت الإمارات إلى إعادة الاستقرار والحفاظ على الأرواح البشرية في كل من الصومال وكوسوفو ولبنان وأفغانستان فضلا عن تزويد السكان بالمعونات اللازمة لتوفير احتياجاتهم في ظل الظروف الصعبة التي عاشوها.

وأكد مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي أن الدور المهم الذي قامت به دولة الامارات في اليمن تجاوز مجرد تقديم المعونات لضحايا العمليات العسكرية إلى القيام بدور تنموي يتناول جميع مناحي الحياة من إصلاح للبنية الأساسية وكفالة استمرار التعليم للأطفال و الشباب و بناء المستشفيات ومكافحة الأوبئة التي كادت أن تفتك بمن شردتهم الميلشيات الحوثية.

ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية والتنموية التي قدمتها دولة الامارات بلغت أكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي منذ عام 2015 لمساعدة الشعب اليمني دون تفرقة بين مكوناته.

و قال سعادة أحمد عبدالرحمن الجرمن إن التأمل في جوهر الحروب يكشف أنها عادة ما تكون نتيجة للأطماع وضيق الأفق والقليل منها قد تفرضه مقتضيات الدفاع عن النفس و الذي يصدق عليها قوله تعالي" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال و هو كره لكم " صدق الله العظيم.

و أكد أن دولة الإمارات العربية انطلاقا من إيمانها العميق بأنه لا سبيل إلى تحقيق السلام إلا من خلال الإيمان بالقيم الإنسانية التي كرم الله سبحانه وتعالى بها الإنسان ولن يتحقق ذلك إلا بالقضاء على عوامل التوتر بين البشر من تمييز عنصري وكراهية بغيضة فيما بينهم ودواعي العنف والتطرف والنزعة إلى الإرهاب.

و أوضح مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي أنه في هذا الصدد أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قانون مكافحة التمييز والكراهية عام 2015 ثم توجت سياستها الراسخة في التسامح بإعلان وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي كانت ثمرة اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكــــبر الدكتور أحـمــد الطــيب شــيخ الأزهــــر و قداسـة البابا فرنسـيـس - بابا الكنيسة الكاثوليكية لكي يعلنا سويا و من دولة الإمارات العربية طريقا للبشرية للانتقال إلى مستقبل مشرق متحرر من الخوف من الحروب والدمار.

الاكثر من أخبار محلية

  • زهراء عبد الرضا سرحان بطلة تحدي القراءة العربي في البحرين

    أحرزت الطالبة زهراء عبد الرضا سرحان من الصف الثاني الثانوي، في مدرسة سار الثانوية للبنات التابعة للمنطقة التعليمية الأولى، لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى مملكة البحرين، في ختام تصفيات شارك فيها 142903 طلاب وطالبات من 234 مدرسة، وتحت إشراف 471 مشرفا ومشرفة قراءة.

  • رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الأمير محمد بن سلمان قدم خلاله التعازي بوفاة طحنون بن محمد

    لقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" اليوم اتصالاً هاتفياً من أخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة قدم خلاله خالص تعازيه ومواساته بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان "رحمه الله" .

  • محمد بن راشد يصدر قرارا بإعادة تشكيل مجلس إدارة المدرسة الرقمية

    أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، القرار رقم 2 لعام 2024 بإعادة تشكيل مجلس إدارة المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".

  • حاكم الشارقة يتفقد مشروع قناة اللية المائية

    تفقد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اليوم، مشروع قناة اللية المائية بالشارقة التي يتم إنشاؤها بطول 800 متر، وتهدف إلى زيادة تدفق المياه القادمة من الخليج العربي إلى بحيرة خالد.

  • بمكرمة من محمد بن راشد.. مليون مستفيد جديد في تنزانيا من مبادرة مؤسسة سقيا الإمارات

    بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يستفيد مليون شخص في جمهورية تنزانيا الاتحادية من مبادرة مؤسسة سقيا الإمارات لتنفيذ مشاريع مياه مستدامة، ليرتفع عدد المستفيدين حول العالم من 13.9 مليون لـ 14.9 مليون مستفيد من مشاريع مؤسسة سقيا الإمارات منذ تأسيسها في عام 2015 وحتى اليوم. حيث تقوم المؤسسة، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بحفر آبار ارتوازية جديدة وصيانة آبار حالية لتوفير المياه النظيفة والصالحة للشرب لسكان المحافظات والأرياف والقرى في أنحاء تنزانيا.

أخبار محلية