"القمة الثقافية أبوظبي 2019" تختتم أعمالها بالدعوة إلى تأسيس قاعدة بيانات رقمية عالمية للتراث

وام

دعت "القمة الثقافية أبوظبي2019" فى ختام أعمالها أمس إلى دراسة فكرة تطوير تكنولوجيا جديدة لإنشاء متاحف الواقع الافتراضي /VR/ لتوفير وصول أكبر إلى التراث الثقافي والفني بما في ذلك إنشاء مشروع رائد في دول الجنوب اضافة الى إنشاء منصة تمويل مبتكرة تحدد نماذج للمواهب والممارسين الثقافيين لتحل محل نماذج التمويل التقليدية.

كما دعت القمة إلى تأسيس قاعدة بيانات رقمية عالمية للتراث يتم تداولها بين الباحثين والخبراء والمتاحف والمؤسسات الثقافية وإجراء دراسة تقيس نجاح المؤشرات النوعية لجميع المتاحف والمؤسسات الثقافية على أن تشرف دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي على تنفيذ المبادرات التي طرحتها القمة .

و من المتوقع أن تقام سلسلة من حلقات العمل والفعاليات المتنقلة حول العالم بهدف تقديم فاعلية هذه النتائج في النسخة القادمة من "القمة الثقافية أبوظبي 2020".

وشهد اليوم الختامي من "القمة الثقافية أبوظبي 2019" تنظيم عروض أداء فني لفن العيالة التقليدي وعرض آخر لمجموعة رضوان معظم قوالي الباكستانية فيما تناولت الجلسة الختامية النتائج التي يمكن الخروج بها من النقاشات الطويلة وورش العمل التفاعلية.

وقال معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إن أحد الإنجازات الرئيسية لـ"القمة الثقافية أبوظبي" توحيد أهدافنا وشكل المشاركون في إطار ذلك وجهات نظر و أفكارا جديدة عبر الإصغاء بتمعن وإبداء آرائهم، والتعاون ما بينهم مستخرجين بذلك استراتيجية شمولية متوحدة.

وأضاف معاليه : " ما تعلمناه هنا من بعضنا البعض سيبقى معنا و نحن على أتم ثقة و استعداد لإحداث تغيير ملموس حقيقي يخدم مستقبلنا المشترك والانتقال من الرغبة إلى التنفيذ.. وقد ألهمتنا القمة بالفعل التحدث إلى شبكة معارفنا ودعوة كل من أعرفه إلى التفكر في التحديات والقضايا التي طرحت خلال هذه القمة، حتى نصل سويا إلى حلول مثمرة.

وقال معاليه : "قبل تأسيسه للدولة قام الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإنشاء متحف، الذي يسرد حكاية الدولة ضمن السياق التاريخي والاجتماعي للمنطقة ككل موضحا كيف أننا جميعا كبشر مرتبطون بطريقة أو بأخرى.. إن روابطنا الثقافية لا تزال أكثر شيء نعتز ونحتفي به.. ومن هذا المبدأ، أطلقنا القمة الثقافية أبوظبي التي منحتنا في نسختها الحالية شعورا بالتفاؤل الكبير؛ وأن هذه المشاكل والتحديات هي مشاكلنا كلنا، ونحن بصدد حلها سويا".

من جانبها قالت ألكسندرا مونرو كبيرة منسقي الفنون الآسيوية متحف سولومون آر جوجنهايم المدير المؤقت للشؤون الفنية، جوجنهايم أبوظبي: "لقد تعلمت الكثير خلال القمة الثقافية أبوظبي؛ حول الاتصال، والاستماع باهتمام، وإعادة النظر في موقفي حول العالم. ومن أهم الدروس التي تعلمتها تتمثل في انسياب التفكير، وأعتقد حقا أنه يمكن حل أي مشكلة من خلال الجمع بين العقول اليقظة من مختلف المساحات الجغرافية والمهنية..

ونحن نمر في مرحلة حرجة من التحول .. زمن يشهد ثورة جذرية في الثقافة والتكنولوجيا.. وفي هذه اللحظة، يجب أن نصوغ عقدا اجتماعيا جديدا، بدء بأنفسنا أولا".

وبدوره، قال تيم مارلو، المدير الفني للأكاديمية الملكية للفنون: "الاستماع أمر بالغ الأهمية، فعوضا عن الإساءة واستبعاد الأصوات والآراء الأخرى أعتقد أن التعبير عن الاختلاف مهم و أن التعاطف لا يمنع الخلاف..

أحد المعطيات بالنسبة لي من هذه القمة الثقافية هو أن المؤسسات الثقافية لا يمكن أن تصبح كل شيء للجميع ويجب ألا تحاول ذلك.. فهنالك توازن يجب تحقيقه بين الخبرة المؤسسية والاستماع إلى القوى الخارجية، وهذا ما ينبغي على المؤسسات الثقافية أن تسعى لتحقيقه".

وقالت آنا باوليني، ممثلة اليونسكو في دول الخليج واليمن: " كان صوت الشباب موضوعا رئيسيا للقمة الثقافية ومشاركة الفئات العمرية المختلفة شيء يجب مراعاته في حدث العام المقبل.. أعتقد أن جلسات القمة الثقافية أبوظبي 2019 نجحت في إثبات أهمية التراث الثقافي والقيمة الأساسية التي يجلبها للناس والمجتمعات.. وتمكنا في الأيام القليلة الماضية من إنشاء علاقات جديدة وشبكات جديدة ستواصل المضي قدما ومعالجة هذه المشكلات والتحديات الحرجة".

وأشاد جون بيردو، محرر صحفي في مجلة "ذي إيكونوميست" بما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة فريدة من نوعها في استضافة هذه الجلسات والحوارات المهمة للغاية.. معتبرا أن أي فعالية بهذا المستوى لم تحدث في أي مكان آخر في المنطقة وأشار إلى أن موضوع حرية التعبير أحد المواضيع التي تم التطرق إليها، هو نتيجة تفشي التسامح والتعاطف بين أفراد المجتمع.

كانت جلسات اليوم الختامي من " القمة الثقافية أبوظبي2019" التي استمرت خمسة أيام بمنارة السعديات في أبوظبي قد ناقشت أهمية طرح الأفكار والإبداعية وتوظيفها لإحداث تغيير إيجابي ملموس.

حضر الجلسات الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان و معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة و معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة السياحة والثقافة بأبوظبي وعدد من المسؤولين .

فقد ناقشت جلسة بعنوان "فهرسة الهندسة المعمارية" طرق توثيق الحفاظ على التراث المعماري ودار خلالها حوار بين سعادة الشيخ سالم القاسمي الوكيل المساعد بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة وكيت جودوين، مهندسة معمارية من الأكاديمية الملكية للفنون.

وقال سعادة الشيخ سالم القاسمي إن العمارة عنصر رئيسي في تعريفنا الواسع للثقافة.. ويتم إعطاء أهمية كبيرة للحفاظ على مواقع التراث القديم والحفاظ عليها لكن من المهم بالقدر نفسه توثيق و الحفاظ على الهندسة المعمارية الحديثة التي لا تحظى بتقدير كبير .. و ندرك الآن أهمية الهندسة المعمارية منذ الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين .

وأضاف : " و لتوثيقها بشكل صحيح يجب علينا تطوير ووضع سياسات تنفيذية بهذا الشأن، وإجراء البحوث المناسبة لوضع المقاييس والنماذج التي يجب الحفاظ عليها.. ولطالما وقعت هذه المهمة على عاتق البلديات لكن دولة الإمارات العربية المتحدة تنظر الآن إلى هذا الأمر من منظور ثقافي.

وأشار إلى أن مبادرة الهندسة المعمارية لدولة الإمارات التي تم إطلاقها مؤخرا شرعت في ذلك مع التركيز على برنامج للتعليم والبحث والتوثيق المرتكز على ما هو أكثر أهمية بالنسبة للدولة في الوقت الحالي.

واتفقت كايت جودوين في الرأي مع سعادة الشيخ سالم القاسمي في كون العمارة تتعلق مباشرة بالثقافة فهي فن اجتماعي، وتشكل جزءا كبيرا من الحياة اليومية للمجتمع.

وأشارت إلى أن الأكاديمية الملكية للفنون تم تأسيسها من قبل فنانين ومهندسين معماريين معا، ويمكن إدماج الهندسة المعمارية في محادثات ثقافية أكبر.

و فيما يتعلق بممارسات مؤسستها أوضحت أن جزءا من برامجها الثقافية يركز على الهندسة المعمارية التي تمثل عنصرا أساسيا ضمن مساحة المعارض الفنية بطبيعة الحال.

و بشأن التراث المعماري الحديث نوهت إلى حوار في المملكة المتحدة يوازي ما يتم تداوله في الإمارات حاليا حيث يعود الخبراء إلى النظر في قيمة المباني من الستينيات و السبعينيات من القرن العشرين و تقديرها.

و أشارت إلى أن الهندسة المعمارية عادة ما تستجيب إلى ما يحدث وقت بنائها.. وتساءلت عن الطريقة التي نعدل ونرتب بها سرد هذه القصص.

و في جلسة بعنوان " هل يمكننا العودة إلى الواقع" التي أدارها جون بيردو، محرر صحفي في مجلة "ذي إيكونوميست"، تمحورت حول ماهية وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة نشر المحتوى الإعلامي والصحفي وتسهيله .

و تساءل المشاركون في هذه الجلسة عما يمكن للحكومات وشركات الإعلام وشركات التكنولوجيا فعله لتشجيع الحوار والتبادل الصادق والمثمر للأفكار.

و تحدثت أماني الخطاطبة، مؤسسة ورئيسة مجلة MuslimGirl.comالإلكترونية عن كيفية تأسيسها منصتها الإلكترونية كرد فعل على /الإسلاموفوبيا/ توفر من خلالها مكانا للشابات المسلمات للتواصل و التعرف على الحياة العصرية كامرأة مسلمة.

من جانبها أوضحت جويس باز رئيس قسم العلاقات العامة و الاتصالات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة جوجل أن مهمة جوجل الأساسية تتمثل في إيصال الأشخاص إلى المعلومات التي يبحثون عنها.

وبحثت جلسة بعنوان "ما الجهات الفاعلة الجديدة المعنية بالتراث في حالات الطوارئ" الفجوات والفرص المرتبطة بهذه الفكرة وذلك استنادا إلى اعتبار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونيسكو " ..

مسألة حماية التراث الثقافي في الأزمات وأنه ليس ترفا بل قضية إنسانية جوهرية وأدارت الجلسة أليساندرا بورشي، منسق صندوق التراث لحالات الطوارئ في منظمة اليونسكو التي أكدت أن الثقافة ليست رفاهية بالنسبة للمجتمع بل ضرورة أساسية.

وفي جلسة تحت عنوان "هل يمكننا إجراء مناقشة هادفة حول مفهوم حرية التعبير" أدارها تيم مارلو المدير الفني للأكاديمية الملكية للفنون تباحث المشاركون حول المسؤوليات الثقافية للفنانين والأدباء والمتاحف والمؤسسات الأكاديمية فيما يتعلق بالحرية الإبداعية .

كانت "القمة الثقافية أبوظبي 2019" التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي خلال الفترة من 7 إلى 11 أبريل الجاري في منارة السعديات بأبوظبي تحت عنوان "المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة" قد عقدت سلسلة حيوية من حلقات النقاش وورش العمل التفاعلية ركزت على الفنون والإعلام، والتراث، والمتاحف، والتكنولوجيا، فضلا عن استضافة فنون أدائية وجلسات تواصل حيث طرحت القمة الثقافية أبوظبي أسئلة حول كيفية تحفيز الوكلاء الثقافيين للعب دور أكبر في مواجهة التحديات العالمية، وكيف يمكن تسخير الإبداع والتكنولوجيا لإحداث التغيير الإيجابي.

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية