الزيودي يستعرض ريادة الدولة في تطوير بنية رقمية متقدمة تدعم أسس اقتصاد المستقبل

شارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، في أعمال قمة "تأثير التنمية المستدامة" للمنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تُعقد لأول مرة بشكلٍ افتراضي بالكامل في جلسة بعنوان "تسريع الاستثمار الرقمي والتجارة" سلط خلالها الضوء على جهود الدولة في تأسيس دعائم اقتصاد المستقبل، وتهيئة بنية تحتية وتكنولوجية داعمة له.

 

كما شارك معاليه في منتدى قطاع الأعمال المعني بأهداف التنمية المُستدامة، على هامش أعمال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا خلال مشاركته إلى تعزيز الشراكات بين قطاعات الأعمال لمعالجة الوضع الراهن بسبب جائحة كوفيد-19 والاستعداد للمستقبل.

وشهدت فعاليات قمة "تأثير التنمية المستدامة" للمنتدى الاقتصادي العالمي 2020، تجمعاً لعدد واسع من قادة حكومات وقطاع الأعمال والمنظمات الدولية والمجتمع المدني إلى جانب مجموعة متنوعة من الخبراء والمبدعين وذلك لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بإيجاد حلول نوعية ومتقدمة لمعالجة التحديات المتعلقة بتعزيز أهداف التنمية المستدامة في ظل تداعيات جائحة "كوفيد - 19".

وتناولت الجلسة الخاصة بـ"تسريع الاستثمار الرقمي والتجارة"، المقومات الأساسية للاقتصادات والشركات لكي تكون قادرة على المنافسة رقمياً من أجل مواصلة النمو وتعزيز التجارة والاستثمار الرقمي، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يشهدها العالم جراء أزمة كوفيد-19.

وأكد معالي الزيودي خلال مداخلته بالجلسة، أن التحول الرقمي أصبح اليوم أحد المحددات الرئيسية للاقتصاد الجديد، كما أنه يلعب دورًا جوهرياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وقد ظهر هذا الدور بوضوح مع استمرار تداعيات أزمة كوفيد-19 في التأثير على الاقتصاد العالمي، حيث برزت التقنيات الرقمية باعتبارها الفرصة المثالية وربما الوحيدة، أمام الحكومات والأفراد والشركات لضمان استمرارية الأعمال ومنع توقف الخدمات.

وتابع معاليه أن التحول التكنولوجي والرقمي يساهم في تطوير وتحسين مناخ التجارة والاستثمار، من خلال دوره الرئيسي في إزالة الحواجز أمام حركة التجارة والاستثمار، وتبسيط العمليات التجارية، مشيراً إلى أنه بحسب تقديرات عالمية، فإن توفر تقنيات متقدمة مثل سلاسل الكتلة /البلوك تشين/ يمكن أن يُسهل ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار من حجم التجارة الجديدة، أي ما يقارب 30% زيادة في حجم التجارة، كما ساهم التحول الرقمي وتطبيق تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة في اعتماد نظام "النافذة الواحدة" لأنشطة تجارية تتعلق بالتمويل والملكية الفكرية والنقل والخدمات اللوجستية، وهو ما خفض وقت التخليص الجمركي على المنافذ الحدودية في بعض الدول بنسبة تصل إلى 90%، وفي الوقت نفسه خفض التكاليف التجارية بنسبة تصل إلى 60%.

وأكد معاليه أيضاً أهمية تكثيف العمل المشترك على المستوى الدولي لتنظيم البيئة الرقمية للتجارة ووضع الضوابط والأدوات التي تدعم نموها بشكل صحي ويخدم الأهداف التنموية.

وأضاف أن دولة الإمارات عملت مبكراً على تطوير قدراتها في بناء بنية تحتية رقمية، وذلك قبل انتشار الجائحة بفترة طويلة، وهو ما ساعد الدولة على استمرارية الأعمال والخدمات الحكومية دون انقطاع حتى خلال فترة تقييد النشاط كما أن المنظومة التعليمية نجحت في التكيف بشكل سريع وتطبيق نظام التعلم عن بعد، وأيضا العديد من الخدمات الصحية /غير الطارئة/ تم تقديمها عن بعد، وهو ما سهل عملية حصول أفراد المجتمع على الخدمات الأساسية.

وتابع الزيودي أن الاقتصاد الرقمي استحوذ على نحو 4.3 % من الناتج المحلي الإجمالي للدولة في عام 2019، وهي نسبة من المقرر أن تتضاعف عدة مرات في السنوات المقبلة، في ظل السياسات والمبادرات والجهود الحكومية الداعمة لهذا التوجه.

وأشار معاليه إلى أن قطاع الخدمات اللوجستية بالدولة كان أيضاً أحد القطاعات التي أثبتت كفاءتها وقدرتها على التكيف من خلال استمرار تشغيل سلاسل التوريد وانتقال السلع ليس فقط ضمن أسواق الدولة بل إلى أسواق العديد من الدول الأخرى، على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة العالمية، وهو ما يؤكد مكانة الدولة كمركز رئيسي على خريطة التجارة العالمية.

وفي السياق ذاته، أوضح الزيودي أن الاستثمار الأجنبي المباشر يًشكل أحد المصادر التي يعول عليها في توطين وتنمية القدرات التكنولوجية والرقمية لدى الدول وتوظيفها لخدمة أجندتها التنموية، مشيراً إلى أنه على صعيد دولة الإمارات، مثل الاستثمار في التكنولوجيا محفزاً رئيسياً للنمو الاقتصادي، وقد أطلقت الدولة سياسات مبتكرة لجذب الاستثمارات النوعية، وهو ما ساهم في احتفاظ الدولة بصدارتها لمنطقة غرب آسيا من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتي بلغت ما يصل إلى 13.8 مليار دولار في 2019.

من جهة أخرى، ناقش معالي الزيودي خلال مشاركته، في منتدى قطاع الأعمال المعني بأهداف التنمية المُستدامة، على هامش أعمال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، سبل التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية ومجتمعات الأعمال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة عبر تطوير منظومة بيئية شاملة تدعم نمو أنشطة الأعمال التجارية وسلاسل التوريد على نحو يراعي مبادئ الابتكار التجاري المستدام والمرونة المناخية وحماية البيئة.

واستعرض معاليه في المنتدى - الذي حمل عنوان"الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في حقبة كوفيد-19" - محددات استراتيجية دولة الإمارات لدعم أهداف التنمية المستدامة 2030 .. موضحاً أن حكومة دولة الإمارات تبنت نهجاً شاملاً في هذا الصدد، يقوم على الشراكة مع قطاع الأعمال ومع كافة فئات المجتمع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وتنفيذ مخرجات اتفاق باريس للمناخ، حيث تم إنشاء "اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة" التي تجمع بين أعضاء من الحكومة والقطاع الخاص، لترسيخ ثقافة التنمية المستدامة وممارساتها على مستوى الدولة، فضلاً عن العمل مع الشركاء الدوليين لتبادل أفضل الممارسات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بآليات مبتكرة.

كما ألقى معالي الزيودي الضوء على محاور الاستجابة التي تبنتها الدولة في أعقاب انتشار جائحة كوفيد-19 .. مشيراً إلى حزم التحفيز الضخمة التي رصدتها الدولة بقيمة 77 مليار دولار أمريكي منذ بداية الأزمة لدعم أنشطة القطاع الخاص، إضافة إلى خطة مبادرات متكاملة لضمان النمو في قطاع الأعمال والحرص على مواصلة التقدم في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة، موضحاً بالقول: "أبرزت الأزمة أهمية الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لإعادة رسم المستقبل وبناء عالم أكثر استدامة، وقد حرصت دولة الإمارات على عدم الاكتفاء برد فعل مؤقت للجائحة، بل عملت على التحول المنهجي نحو نموذج أكثر مرونة واستدامة للعمل الاقتصادي، يتضمن دوراً أكبر للشركات وقطاع الأعمال في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة".

الاكثر من أخبار محلية

  • أحمد بالهول الفلاسي: نسعى لإعادة هيكلة برامج القانون في جامعات الإمارات

    أكد معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم أن الوزارة تسعى لإعادة هيكلة برامج القانون في جامعات الدولة وتطويرها لتكون أكثر قدرة على مواكبة تطورات سوق العمل من خلال تزويد الأجيال الجديدة من القانونيين والمحامين بالمعارف والخبرات، ومهارات التفكيرالنقدي والتحليلي، وعلوم الذكاء الاصطناعي بما يمكنهم من النجاح في عالم دائم التطور من حولهم.

  • الإمارات ترحب بنتائج اللجنة المستقلة بشأن أداء "الأونروا"

    أعربت دولة الإمارات عن ترحيبها بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة، بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذي أكد دورها المحوري في دعم الجهود الإغاثية والتنموية للشعب الفلسطيني.

  • بحضور ذياب بن محمد.. “زايد للأعمال الإنسانية” تتعاون مع "حكومة أستانا" لإنشاء مركزٍ لأصحاب الهمم

    شهد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، توقيع اتفاقية تعاون بين «مؤسَّسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، و«حكومة مدينة أستانا» في جمهورية كازاخستان، لإنشاء مركز إعادة تأهيل للأطفال من ذوي الهمم في كازخستان، خلال اليوم الثاني من «المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024»، الذي يواصل فعالياته في أبوظبي حتى 25 أبريل الجاري.

  • خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من فعاليات المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات

    شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، جانباً من فعاليات المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات في نسختها الخامسة عشرة، التي تُعقَد تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بتنظيم من مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وتختتم فعالياتها اليوم بمركز أدنيك أبوظبي.

  • رئيس الدولة وملك البحرين يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية

    بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مع أخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين الشقيقة، العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

أخبار محلية

  • أحمد بالهول الفلاسي: نسعى لإعادة هيكلة برامج القانون في جامعات الإمارات

    أكد معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم أن الوزارة تسعى لإعادة هيكلة برامج القانون في جامعات الدولة وتطويرها لتكون أكثر قدرة على مواكبة تطورات سوق العمل من خلال تزويد الأجيال الجديدة من القانونيين والمحامين بالمعارف والخبرات، ومهارات التفكيرالنقدي والتحليلي، وعلوم الذكاء الاصطناعي بما يمكنهم من النجاح في عالم دائم التطور من حولهم.

  • الإمارات ترحب بنتائج اللجنة المستقلة بشأن أداء "الأونروا"

    أعربت دولة الإمارات عن ترحيبها بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة، بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذي أكد دورها المحوري في دعم الجهود الإغاثية والتنموية للشعب الفلسطيني.

  • بحضور ذياب بن محمد.. “زايد للأعمال الإنسانية” تتعاون مع "حكومة أستانا" لإنشاء مركزٍ لأصحاب الهمم

    شهد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، توقيع اتفاقية تعاون بين «مؤسَّسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، و«حكومة مدينة أستانا» في جمهورية كازاخستان، لإنشاء مركز إعادة تأهيل للأطفال من ذوي الهمم في كازخستان، خلال اليوم الثاني من «المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024»، الذي يواصل فعالياته في أبوظبي حتى 25 أبريل الجاري.

  • خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من فعاليات المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات

    شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، جانباً من فعاليات المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات في نسختها الخامسة عشرة، التي تُعقَد تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بتنظيم من مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وتختتم فعالياتها اليوم بمركز أدنيك أبوظبي.