عباس يعلن قطع العلاقات مع أميركا واستعداده للمفاوضات

جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، رفضه لخطة السلام الأميركية، مؤكدا أنه قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وأن الفلسطينيين "جاهزون" للدخول في مفاوضات برعاية الرباعية الدولية.

وأشار محمود عباس في اجتماع وزاري عربي طارئ في القاهرة بشأن خطة السلام التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى أنه طلب عقد الاجتماع "لإطلاع الوزراء العرب على موقفنا من الخطة الأميركية، لمنع ترسيمها كمرجعية جديدة".

وأضاف أن الصفقة "مرفوضة جملة وتفصيلا"، وأن فلسطين قطعت علاقاتها على إثرها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك الجوانب الأمنية.

وتابع: "وجهت رسالة إلى الجانبين الأميركي والإسرائيلي. لن يكون هناك أي علاقة معكم، بما في ذلك العلاقات الأمنية، في ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وعلى إسرائيل أن تتحمل المسؤولية كقوة احتلال".

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن ترامب "قدم وعودا خلال لقاءات سابقة بحل القضية الفلسطينية، بشكل يتناسب مع الموقف الفلسطيني، لكنه تراجع عنها".

واستطرد في حديثه قائلا: "رفضنا استلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها.. ورفضت اتصالات من ترامب لأننا نعلم أنه يريد أن يبني على ذلك".

وتابع: "عندما أعلن ترامب عن (صفقة القرن) اتصلوا بنا وقالوا إنه يريد أن يرسل الصفقة لتقرأها، وأنا لم استلمها، وعادوا بعد أسبوع يقولون إنه يريد أن يتكلم معك ورفضت، وبعد ذلك رفضت أيضا استلام رسالة منه".

وأشار عباس إلى موقف سابق له مع ترامب، قائلا: "تفاجأنا بعد شهرين من لقاء إيجابي مع ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وإيقافه ما يقدمه لنا من مساعدات تبلغ نحو 840 مليون دولار، ولوكالة الغوث الدولية".

"يشترطون دولة بلا سيادة"

وقال الرئيس الفلسطيني إن الولايات المتحدة وإسرائيل اشترطا أن تكون فلسطين "دولة بلا سيادة"، مضيفا: "طلبوا الاعتراف بيهودية الدولة وبالقدس عاصمة لإسرائيل، ونزع سلاح غزة وإلغاء حق العودة".

وتابع: "كل يوم يهدمون بيوتا فلسطينية بحجة البناء دون ترخيص، ويبنون مستوطنات. إنهم يخططون لإنهائنا خلال الـ4 سنوات المقترحة في (صفقة القرن)".

وشدد عباس على أنه لن يقبل بذلك أبدا، قائلا: "القدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا".

وتابع: "11 في المئة فقط من مساحة فلسطين التاريخية للفلسطينيين في خطة ترامب، إضافة للسيطرة الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن".

واستطرد بالقول: "ما بقي لنا بالضفة الغربية وقطاع غزة هو 22 بالمئة من فلسطين التاريخية ورضينا بذلك لأننا نريد حلا، والآن يريد أن يأخذ 30 بالمئة من الضفة ليتبقى لنا 11 بالمئة".

ونوه الرئيس الفلسطيني إلى أنه عندما يقول الأميركيون "إن عاصمتنا في القدس، فإنهم يقصدون قرية أبو ديس، وليس كل القدس التي احتلت عام 1967".

كما شدد على أن هذه الأحداث وقعت بالرغم من أنه أبلغ ترامب بأنه يسعى لأن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح، مضيفا: "جربنا الطريق المسلح ولم يثمر، ونريد أن نبني دولة. وشعبنا يريد أن يعيش بأمن وأمان واستقرار.. أؤمن بعدم جدوى السلاح في عصرنا الحالي، ولا نريده".

وفيما يتعلق بالاستيطان، قال عباس إن الرئيس الأميركي تجاهل القرار الأممي (2334) بشأن الاستيطان، مؤكدا أنه "منذ أن استولت أميركا على ورقة المفاوضات لم يحصل أي تقدم في القضية الفلسطينية"، لافتا أيضا إلى أنه لم يحدث تقدم بعملية السلام في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وأكد عباس على أن "الولايات المتحدة لم تعد دولة صديقة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاتصالات ما زالت قائمة مع الكونغرس.

أبو الغيط: الوضع الحالي يمهد لمائة عام أخرى من الصراع

من جانبه، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، السبت، إن إسرائيل تفهم خطة السلام الأميركية "بمعنى الهبة"، وإن اليمين الإسرائيلي يعتبرها فرصة لتنفيذ أهدافه، معتبرا أن الوضع الحالي يمهد "لمائة عام أخرى من الصراع في المنطقة".

وأضاف أن توقيت وملابسات طرح المبادرة الأميركية "تثير الكثير من التساؤلات".

وتابع: "الطرح الأميركي الأخير كشف عن تحول حاد في سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية... يجب أن يبدأ التفاوض على أساس متكافئ يأخذ في الاعتبار تطلعات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي".

 واستطرد في حديثه قائلا: "ما يجري هو كوضع الفلسطينيين تحت نظام أشبه بالفصل العنصري".

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن العرب "لا يتاجرون بقضاياهم، بل يدرسون بعمق وتأن ما يطرح عليهم، ومن حقهم أن يقبلوا أو يرفضوا ذلك".

واعتبر أن اجتماع اليوم هو "رسالة بأن الفلسطينيين ليسوا لوحدهم"، وأضاف: "قضية فلسطين هي قضية العرب جميعا، واجتماع اليوم وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني"، مشددا على أهمية "رأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي".

الاكثر من أخبار عالمية

  • الجيش الإسرائيلي يصدر إنذاراً بإخلاء مناطق في مدينة غزة

    أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم إنذاراً بإخلاء مناطق في مدينة غزة بشمال القطاع، محذرا من أنه سيهاجمها، ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس خريطة حددت فيها بعض أنحاء المدينة، مرفقاً إياها بتحذير جاء فيه أن قواته ستهاجم كل منطقة يتم استخدامها لإطلاق قذائف صاروخية

  • 1.673 مليون شخص إجمالي عدد حجاج هذا العام

    بلغ إجمالي عدد الحجاج هذا العام 1446 هجري مليوناً و673 ألفاً و230 حاجاً وحاجة وفق ما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء السعودية أمس، وقالت الهيئة إن من بين هؤلاء الحجاج مليوناً و506 آلاف و576 حاجاً وحاجة قدموا من خارج المملكة العربية السعودية عبر المنافذ المختلفة

  • "الدفاع الروسية" تعلن عن ضربات انتقامية واسعة

    شنت روسيا هجوماً جوياً واسع النطاق على أوكرانيا مستخدمة مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 49، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة ومسارات مترو الأنفاق في العاصمة "كييف" ويأتي هذا كرد فعل مباشر على هجمات أوكرانية استهدفت مطارين عسكريين في عمق روسيا

  • الجيش اللبناني يلوح بتجميد التعاون مع آلية مراقبة وقف إطلاق النار

    أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن استمرار إسرائيل في تصعيد اعتداءاتها قد يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع آلية مراقبة وقف الأعمال العدائية (Mechanism) فيما يخص الكشف على المواقع، وأوضحت القيادة أن هذا الموقف يأتي ردا على الخروقات الإسرائيلية التي تحولت إلى "عدوان يومي"

  • حجاج بيت الله الحرام ينفرون من عرفات إلى مزدلفة

    بدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس هذا اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الجاري، التوجه إلى مشعر الله الحرام مزدلفة وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها الحكومة السعودية، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم

أخبار محلية