بايدن يقول أمريكا في طريقها للوفاء بمهلة الإجلاء من أفغانستان

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القوات الأمريكية في أفغانستان تواجه خطرا متزايدا مع سعيها للانتهاء من عمليات الإجلاء قبل انقضاء مهلة في 31 أغسطس آب بينما حذرت منظمات إغاثة من أزمة إنسانية وشيكة تواجه السكان

 

وأجلت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر من 70 ألفا منهم، بينهم رعاياها وعسكريون في حلف شمال الأطلسي وأفغان مهددون، منذ 14 أغسطس آب وهو اليوم السابق لسيطرة طالبان على العاصمة كابول.

وتسارع الدول الغربية الآن لاستكمال الإجلاء قبل انقضاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الأجنبية بموجب اتفاق مبرم مع طالبان في العام الماضي لإنهاء أطول حرب تشارك فيها الولايات المتحدة.

وقال بايدن إن القوات الأمريكية في طريقها للوفاء بالمهلة.

وأضاف أمس الثلاثاء "كلما استطعنا الانتهاء مبكرا كان ذلك أفضل.. كل يوم من العمليات يجلب مخاطر إضافية لقواتنا".

وبينما ينصب التركيز الآن على من يحاولون مغادرة البلاد، تقول منظمات إغاثة إن خطر المجاعة والمرض والاضطهاد يتصاعد بالنسبة للسكان بعد عمليات الإجلاء التي اتسمت بالفوضى من مطار كابول.

وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز في الدوحة "هناك عاصفة كاملة قادمة بسبب أعوام من الجفاف والصراع والتدهور الاقتصادي، وهو ما تفاقم بسبب كوفيد-19"، ودعا المجتمع الدولي إلى التبرع بمساعدات غذائية بقيمة 200 مليون دولار.

وأضاف "عدد الذين يتجهون صوب المجاعة ارتفع الآن إلى 14 مليونا".

ويقدر عدد سكان أفغانستان بنحو 36 مليونا، لكن لم يتم استكمال أي إحصاء للسكان منذ ما يزيد على 40 عاما شهدت حروبا وتحركات للنازحين.

وقال الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إنه يعتزم زيادة المساعدات إلى أربعة أمثالها، مضيفا أنه يسعى للتنسيق مع الولايات المتحدة بشأن توصيل المساعدات والضمانات الأمنية على الأرض.

وتعهد مانحون دوليون بتقديم مساعدات مدنية قيمتها 12 مليار دولار إلى أفغانستان على مدى أربعة أعوام خلال مؤتمر في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، لكن الكثير منهم جعل ذلك مشروطا بحماية حقوق الإنسان وإحراز تقدم في محادثات السلام.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها تلقت تقارير جديرة بالثقة عن انتهاكات خطيرة على يد طالبان تشمل "إعدامات بدون محاكمة" لمدنيين وأفراد الأمن الأفغان الذين استسلموا. وذكرت طالبان أنها ستحقق في أي تقارير بشأن انتهاكات.

* طرق برية

ذكر دبلوماسي من أحد بلدان حلف شمال الأطلسي في كابول طلب عدم ذكر اسمه أن عدة جماعات إغاثة دولية تسعى جاهدة لنقل موظفيها الأفغان إلى بلدان مجاورة.

وأضاف أنه يتعين على البلدان المجاورة لأفغانستان فتح حدودها البرية للسماح بمغادرة المزيد من الناس.

وقال لرويترز "ينبغي لإيران وباكستان وطاجيكستان استقبال أكثر من ذلك بكثير سواء جوا أو عبر طرق برية. من الضروري جدا استخدام الطرق الجوية والبرية بوتيرة سريعة للغاية".

وقالت طالبان إنه يتعين الانتهاء من جميع عمليات إجلاء الأجانب من البلاد بحلول 31 أغسطس آب، وطلبت من واشنطن التوقف عن حث الأفغان من أصحاب المهارات العالية على مغادرة البلاد، بينما حثت الموجودين في المطار على العودة إلى منازلهم وطمأنتهم بأنه لا يوجد ما يخشونه.

وذكر المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أمس الثلاثاء "نضمن أمنهم".

وفي تصريحات في البيت الأبيض، قال بايدن إن الولايات المتحدة تسرع الخطى للوفاء بذلك الموعد مع تصاعد المخاوف من احتمالات وقوع هجمات إرهابية.

وصرح مسؤولان أمريكيان لم يذكرا اسميهما بأن هناك مخاوف متزايدة من خطر تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية تفجيرات انتحارية عند مطار كابول.

* التزام مجموعة السبع إزاء أفغانستان

في غضون ذلك، عقد قادة دول مجموعة السبع الكبرى، بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، اجتماعا عبر الإنترنت لبحث كيفية استكمال الانسحاب والتعامل مع طالبان بعد انتزاعها السلطة.

وقالوا إنهم سيظلون ملتزمين إزاء أفغانستان وسيدعمون الأمم المتحدة في تنسيق المساعدات الإنسانية الفورية في المنطقة التي تواجه تدفقا جديدا للاجئين.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المحادثات لم تتمخض عن "مواعيد جديدة" لانتهاء مهمة الإجلاء، على الرغم من وجود مناقشات مكثفة بشأن ما إذا كان يمكن استخدام مطار يديره مدنيون في كابول بعد 31 أغسطس آب.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن مجموعة السبع أقرت خطة للتعامل مع حركة طالبان شرطها الأول أن تسمح الحركة المسلحة بالمرور الآمن للأفغان الراغبين في مغادرة البلاد حتى بعد 31 أغسطس.

وانهارت الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة مع سحب واشنطن وحلفائها القوات بعد عشرين عاما على الإطاحة بطالبان في الأسابيع التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة، والتي نفذها تنظيم القاعدة الذي وجد قادته ملاذا آمنا لهم في أفغانستان تحت حكم طالبان.

وبدأ قادة طالبان، الذين سعوا لإظهار وجه أكثر اعتدالا منذ السيطرة على كابول، محادثات بخصوص تشكيل حكومة تضمنت مناقشات مع بعض الخصوم القدامى من حكومات سابقة مثل الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي.

وقالت قناة الجزيرة الإخبارية أمس الثلاثاء نقلا عن مصدر في طالبان إن الحركة عينت الملا عبد القيوم ذاكر المعتقل السابق في سجن جوانتانامو قائما بأعمال وزير الدفاع في أفغانستان. ويقول بعض المسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية إنهم تلقوا أوامر بالعودة للعمل.

الاكثر من أخبار عالمية

أخبار محلية