
نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، المغفور له عبدالله محمد المسعود المحيربي، رئيس المجلس الاستشاري الوطني، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء أمس، وقال سموه على «تويتر»: «فقدنا اليوم أحد رجال الوطن الأوفياء، ورمزاً من رموز العطاء، ستبقى مواقفه المشرفة خالدة في ذاكرة الوطن، رحم الله تعالى عبدالله محمد المسعود المحيربي، قامة كبيرة نذرت نفسها لخدمة بلدها».
بدوره قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، فقدت الإمارات اليوم أحد رجالاتها الأوفياء الذين عملوا بإخلاص لهذا الوطن وشاركوا في بناء مسيرة الاتحاد وترسيخ كيانه، رحم الله عبدالله المسعود رحمة واسعة صاحب الأيادي البيضاء والإسهامات الكثيرة في مجال العمل الخيري والإنساني».
من جهته، قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «رحل عن الدنيا اليوم (أمس) عبدالله محمد المسعود، رئيس المجلس الاستشاري الوطني، رحمه الله، سنفتقد دماثة خلقه وابتسامته وحسن ترحيبه، تبقى ذكراه الطيبة وعمله الخيّر».
والفقيد أحد أبناء الإمارات المخلصين ممن حققوا إنجازات كبيرة على الصعيد الوطني، وكانت له جهود دائمة في مجال الأعمال الخيرية في الإمارات، بالإضافة إلى الخدمات التي قدَّمها للحكومة في مجال الشؤون الخارجية.
وكان الفقيد على الدوام من الناصحين والمستشارين للحكومة من خلال منصبه رئيساً للمجلس الاستشاري الوطني، كما عمل على توثيق العلاقات مع عدد من الدول من خلال تقديم الدعم للمبادرات الثقافية والاجتماعية والتجارية في الداخل والخارج.
وساهمت أعمال ونشاطات عبدالله المحيربي في خدمة الوطن ومساعدة عدد هائل من الطلاب من خلال تقديمه عدداً لا يحصى من مبادرات التعليم، وتعد مجموعة عبدالله المسعود وأولاده من أقدم الشركات العائلية في الدولة.
كما اشتهر عبدالله المحيربي بمواقفه الوطنية الشجاعة والكريمة إبان غزو العراق للكويت، وفقاً لما سرده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال القمة الحكومية عام 2015 عندما طلبت حكومة الإمارات من المحيربي أن يقدّم لها عرض سعر لشراء 4000 سيارة نيسان، التي كانت شركته وكيلها ورفض الحصول على أي مبلغ، مبرراً ذلك بأنه يخدم بلده، ويرد جزءاً من المعروف لوطنه وقام بجهود جبارة لتوفير العدد المطلوب من السيارات خدمة لوطنه.
وتعد عائلة المسعود من أقدم العائلات التجارية في أبوظبي التي انطلقت أعمالها مع مؤسسها الأول الراحل مسعود بن سالم المحيربي الذي شقّ طريقه في تجارة اللؤلؤ قبل 150 عاماً، حيث كانت هذه التجارة من أهم مصادر الرزق آنذاك وتتوزع أعمال المجموعة ما بين تجارة السيارات والآليات والبناء والصناعة والضيافة والترفيه وشركات الخدمات والشركات الخاصة.