محمد بن راشد.. قيادة قهرت المستحيل

يمثل الرابع من يناير من كل عام موعداً للاحتفاء بإشراقة عظيمة شهدتها "دانة الدنيا" مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي ليدشن عهداً جديداً من البناء والإعمار ويرسي مدرسة في القيادة والإدارة الحكومية

يمثل الرابع من يناير من كل عام، موعداً للاحتفاء بإشراقة عظيمة، شهدتها «دانة الدنيا» مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مقاليد الحكم في الإمارة، ليدشن عهداً جديداً من البناء والإعمار، ويرسي مدرسة في القيادة والإدارة الحكومية، عمادها الطموحات التي لا تعرف المستحيل، والتخطيط الاستراتيجي الذي يستشرف المستقبل ويصنعه.

وفي الواقع، لقد رسخ الرابع من يناير باعتباره يوم النهج الملهم، الذي اختطه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعززه بإرادة وعزيمة لا تلين، ودعمه برؤية حصيفة ثاقبة، تستبق التحديات بالابتكار والتفكير خارج الصندوق واجتراح المسارات الجديدة، التي رسخت مكانة دبي نموذجاً عصرياً فريداً، ينظر إليه العالم بعين الإعجاب والانبهار.

بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أصبحت دبي درة عالمية، وقصة نجاح إنسانية في مجالات الاقتصاد والقيادة والإدارة وجودة الحياة، واحتضان الابتكارات وتوظيف مستجدات العلوم والأفكار في الحياة اليومية.

وفي هذا السياق، تمكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن يجعل من كل عام من أعوام تسلمه مقاليد الحكم في دبي تجربة مبهرة، غنية بدروسها ومعانيها، ثرية بما تفتحه من آفاق جديدة أمام الإنسانية، وتتعدد في اهتماماتها التي شملت قطاعات الحياة المتنوعة.

الحياة والإنسان

في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، شكل الإنسان أولوية قصوى، فكانت الاستراتيجيات وخطط التنمية والمشاريع الكبرى، التي تم تكريسها للنهوض بالإنسان على مختلف الصعد، وتعزيز جودة الحياة وضمان استدامة الرفاه والرخاء.

فأحدث نهضة عملاقة في الملفات الحيوية ذات المساس المباشر بحياة الناس، خصوصاً ما يتعلق بملف إسكان المواطنين، الذي شهد قفزات هائلة بعد برنامج الإسكان الذي أطلقه سموه بموازنة مليارية تصل إلى 65 مليار درهم على مدار عشرين عاماً، وكذلك الارتقاء بملف الخدمات الحكومية، الذي حول حكومة دبي إلى الحكومة الأذكى في العالم، وجعلها مرجعاً للحكومات في تقديم خدمات تنافسية.

وشملت رؤية سموه الاستباقية اقتصاد دبي، فشيّد بحكمته وفكره الثاقب اقتصاداً حيوياً، يتمتع بالقوة والمرونة، في نموذج يثير إعجاب العالم بقدرته على التغلب على التحديات وتجاوز الأزمات والظروف العالمية المعاكسة.

فكر تنموي

بفضل حكمة سموه ورؤيته الثاقبة، تحولت دبي إلى أكثر وجهات العالم جذباً للاستثمارات والشركات الكبرى ورواد الأعمال، وموطناً للأفكار والقطاعات الجديدة، وأصحاب العقول والمبدعين، لما توفره من بيئة استثمارية استثنائية بتجهيزاتها وتشريعاتها الجاذبة.

وفي هذا السياق، جاءت «خطة دبي الحضرية 2040» الطموحة، التي وضعت أسس مستقبل مدينة دبي، وتهدف إلى تحويلها إلى المدينة الأفضل عالمياً، على المستويات والصعد كافة، التنموية وفي مجال الرفاه وجودة الحياة والأعمال وتمكين أفراد المجتمع، وكذلك من حيث التنافسية العالمية للإمارة.

ومن جانب آخر، قاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكومة الإمارات إلى مستويات غير مسبوقة من فعالية الأداء والإنجاز، ما جعل الدولة تتبوأ المراكز المتقدمة في مؤشرات التنافسية، وقادها للتفوق على الكثير من الدول المتقدمة في مؤشرات وقطاعات رئيسية.

لقد تمكنت حكومة الإمارات برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن تكون عند أفضل التوقعات، فأنجزت المشاريع العملاقة، واحتضنت العالم بأهم الفعاليات الدولية، وقدمت للعالم مثالاً مبهراً على كفاءة التعامل مع الأزمات العالمية، حيث أظهرت مرونة مذهلة في التعامل مع الجائحة التي ألمت بالعالم، واستطاعت أن تعطي مثالاً على الكفاءة في ضمان استمرارية الحياة في تلك الظروف، بل وقدمت يد العون والمساعدة للآخرين.

لقد حول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ثمانية عشر عاماً من توليه مقاليد الحكم في دبي إلى رحلة حكم وحكمة، كان خلالها خير من يتعامل مع الواقع بمستجداته، وأفضل من يقرأ المستقبل ويحدد المسارات الجديدة.

رجل الحضارة

لقد برز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باعتباره رجل الحضارة الأبرز في عالم اليوم من خلال مبادراته الكبرى. وفي هذا المجال سجل سموه اهتماماً غير مسبوق بالقضايا الحضارية الكبرى، فأطلق مبادرات «تحدي القراءة العربي»، و«نوابغ العرب»، «وصناع الأمل»، و«جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، وغيرها الكثير من المبادرات، التي أحدثت حراكاً عربياً تاريخياً. كما أن دعوته إلى استئناف الحضارة العربية الإسلامية تمثل لحظة مهمة في تاريخ الفكر الإنساني.

وفي هذا السياق الحضاري الإنساني، اهتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحويل مبادراته إلى مؤسسات راسخة، ضماناً لاستدامة الدور الحضاري الإنساني، ووجه جهوداً خاصة نحو الاهتمام بالأجيال وصناعة العقول واحتضان المبدعين والمبتكرين والعلماء، وإعداد جيل عربي قادر على إحداث التغيير واستعادة أمجاد الحضارة العربية على أسس معرفية وعصرية.

حس إنساني

لقد اتسم الفكر القيادي الذي يتبناه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بطابعه الإنساني، الذي يتوجه إلى أبناء البشرية من دون استثناء، وبلا تمييز، فأثمر جهوداً ومبادرات لا تنسى، أسهمت في تخفيف آلام المعذبين، وإطعام الجائعين، وتمكين المهمشين، ومعالجة المرضى، وتعليم المحرومين، وإرواء ظمأ العطشى في كل بقاع الأرض.

وعلى هذا المستوى، ببعده العالمي، أرسى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نموذجاً متميزاً في العمل الإنساني، فقد رسخ نهجاً في التعاون الدولي بين الحكومات لتحقيق خير البشرية وتقدمها الحضاري، واستطاع برؤيته صياغة أنماط وأساليب من التنسيق والتعاون وبناء شراكات عالمية قوية مع الدول والمنظمات والشركات العالمية العملاقة، لتنمية الاقتصاد والتجارة، وكذلك لخدمة العمل الإنساني.

وفي هذا المضمار، اعتنى سموه بمأسسة العمل الإنساني ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، فأطلقها كأكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة، تجمع تحت مظلتها 31 جهة ومبادرة في محاور المساعدات الإنسانية والإغاثية والرعاية الصحية ومكافحة المرض ونشر التعليم والمعرفة وابتكار المستقبل والريادة.

وقد أثمرت جهود سموه هذه عن تمكين مليون إنسان حول العالم بمشاريع نوعية تركت نتائج مؤثرة في كثير من المجتمعات، كما قادت جهود سموه إلى تحويل دبي إلى مركز عالمي لتقديم الخدمات الإنسانية، واحتضان مقر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، التي تم تجهيزها بكل الإمكانات اللوجستية.

كما رسخ شراكات قوية مع المنظمات الأممية العاملة في المجالات التنموية والإغاثية، وهو ما ظهر بدور عالمي لدبي والإمارات وقت الأزمات والكوارث يتميز بسرعة الاستجابة ومد يد العون والإغاثة للشعوب المتضررة.

رحلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع الحكم والقيادة هي رحلة مليئة بالمعاني الإنسانية، والإشارات الحضارية، ولطالما ألهمت العالم، وغذت الإنسانية بالأمل.

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية