أطلقت مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية مبادرة " خُلق " التي تعد برنامج دعم وتعزيز في مجال غرس القيم والأخلاق لمشروع التربية الأخلاقية يرعى المعلمين عامة والطلبة وأولياء الأمور خاصة سعياً لتحقيق رؤية القيادة في ترسيخ قيم التعايش والحوار عبر تمكين التسامح وجعله أسلوب حياة وتفكير .
جاء ذلك خلال ملتقى - أقيم في مقر مسرح مدارس الإمارات الوطنية / مجمع العين - بحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية ومعالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام وجمع من القيادات التربوية وأولياء الأمور والطلبة .
بدأ الملتقى بكلمة راعية المبادرة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان والتي ووجهتها للطلبة حول مفهوم الأخلاق مبينة أنها مجموعة من القيم التي تحكم العلاقة ما بين الإنسان وكل ما يحيط به من مخلوقات الله هدفها تحقيق الخير والسعادة للإنسان وما يحيط به، مبرزة كيف تعيش دولة الإمارات وسط مجتمع عالمي بإمتياز يجمع كل جنسيات العالم وثقافاتهم وديانتهم التي تتفق جميعها بجوهر مفهوم الأخلاق التي تعد القاسم المشترك الذي يجمع الناس بمختلف الديانات والفلسفات والثقافات فما قامت حضارة بدون أخلاق تتحلى بالصدق والأمانة واحترام الكبير وغيرها من تلك القيم الأخلاقية التي تنبع من الإنسانية الحقيقية التي تمنحنا السعادة والرضا وتنشر السلام والمحبة بين كل أفراد المجتمع دون النظر إلى الدين أو الجنسية أو الجنس أو اللون أو العمل" .
وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان : " نحن هنا في الإمارات لدينا ميراث أخلاقي تمازجت فيه القيم الإنسانية مع القيم الصحراوية مع القيم الإسلامية لينتج مزيجا من الميراث الأخلاقي المتين الذي انطلق منه طرح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمبادرة تدريس مادة التربية الأخلاقية في المدرسة الإماراتية .
وأضافت : " اليوم نقدم من خلال مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية مبادرة " خُلق " والتي تتلخص في تقديم مجموعة من البرامج المتخصصة لترفع من حجم الوعي لدى المدرسين لتساهم بتحويل المعرفة لسلوك وممارسات تساهم في تعظيم مردود تدريس مادة التربية الأخلاقية بالمدارس وسيتم تكريم أفضل الممارسات المقدمة سواء من المعلم أو المدرسة أو الطالب أو ولي الأمر، وسأكون سعيدة بأن أشارككم في زيارة المدارس لمشاهدة الممارسات الأفضل وتكريم أصحابها " .
وقالت : " نعلن اليوم عن إطلاق مبادرة " خلق " لتكون خطوة داعمة ومساندة لجهود وزارة التربية والتعليم من أجل تحقيق تلك الأهداف التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للارتقاء والنمو والتقدم بخطوات ثابتة نحو مستقبل دولة الإمارات، فإذا كنا نسير بخطوات واثقة وثابتة نحو التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي، فلابد أن يكون هناك تناغم ما بين التطور التكنولوجي والبناء القيمي والأخلاقي للمجتمع بما لا يتعارض مع قيمنا ومواريثنا الأخلاقية، وها نحن نتكاتف كمؤسسات المجتمع المدني مع الدولة ويبقى الضلع الثالث ليكتمل الإنجاز وهو الأسرة التي بها تكتمل المنظومة ليصبح مجتمعا أخلاقيا، لذلك لابد أن تتشابك جهودنا جميعا من أجل نجاح مادة التربية الأخلاقية في تحقيق كامل أهدافها " .
من جهتها ألقت معالي جميلة المهيري كلمة مستهلة فيها قولها بأنها في الصحراء ومن هنا بجمالها وبهدوئها وبرمالها الذهبية جاء أجدادنا ليبنوا أرضا ووطنا يحوي الجميع ومن هنا تعلمنا الأخلاق من أجدادنا الذين عاشوا التحديات الكثيرة في الحياة وسعوا من أجلها التي تعبق برائحة الصحراء، ومن هنا أتى والدنا المغفور له الشيخ زايد " طيب الله ثراه " ترعرع في الصحراء وتعلم واستلهم منها وأصبح فيما بعد قائدا لم يبن فقط دولة نفتخر بانتمائنا فيها بل وضع لأمته أساسا كاملا من الأخلاق شمل تعاملنا مع غيرنا وارتقى حتى علمنا كيف نتعامل مع جميع مخلوقات الله، موضحة أن الطالب يمر بتجربة سلوكية متكاملة يتعلم منها أن يفكر في أثرها عليه ويشعر بالمشاعر الإيجابية والتي بالتالي تقوده إلى السلوك الصحيح".
ثم عرضت موزة القبيسي وشمسة الصوافي المستشار الثقافي للشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان مبادرة " خلق " على الحضور والتي تعد برنامج دعم وتعزيز في مجال غرس القيم والأخلاق لمشروع التربية الأخلاقية يرعى المعلمين عامة والطلبة وأولياء الأمور خاصة سعياً لتحقيق رؤية القيادة في ترسيخ قيم التعايش والحوار عبر تمكين التسامح وجعله أسلوب حياة وتفكير حرصاً على المساهمة في تحقيق رؤية القيادة وترك الأثر في منهاج التربية الأخلاقية حتى يتكامل مع عمل الجهات التنظيمية للبرنامج برؤية مفادها " خُلق إيجابي .. تسامح حضاري " تندرج تحت إطارها رسالة تحمل في طياتها تعزيز الأخلاق والقيم الإيجابية في مجتمع الإمارات بشكل خاص وفي المجتمع الإنساني بشكل عام وفق منهج الباني المؤسس الشيخ زايد " رحمه الله " لنشر التسامح بين البشر ولجعله قيمة حضارية يتشارك فيها الجميع برؤية إماراتية عصرية متجددة.