عبد الله بن زايد يؤكد أهمية الحوار بين الأديان و المعتقدات و التعايش السلمي بين أتباعها

أقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية و التعاون الدولي حفل استقبال في مبنى الكونغرس الأمريكي بحضور مجموعة من أعضائه إلى جانب رموز الطوائف الدينية في واشنطن وذلك للاحتفاء بالبيت الإبراهيمي الذي أعلن مؤخرا عن إقامته في أبوظبي ليكون بمثابة مركز يضم أتباع الديانات السماوية الثلاث باحتوائه على مسجد و كنيسة و كنيس جنبا إلى جنب وليقوم بمهمة تعزيز التفاهم والتعريف بالديانات والجنسيات كافة.

حضر الحفل ما يقارب 70 مدعوا بينهم مسؤولون في الإدارة الأمريكية وقادة طوائف دينية و ممثلون عن وسائل الإعلام ومحللون من مراكز الفكر والبحث.

وبهذه المناسبة .. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "إن تشجيع التعايش والتسامح بين الجميع بغض النظر عن جنسياتهم وأديانهم ومعتقداتهم يعد أحد القيم الأساسية التي نؤمن بها جميعا".. و أضاف : " نتطلع إلى مستقبل يزخر بالقيم الإيجابية حيث يتعايش الناس من جميع المعتقدات والخلفيات سويا دون تمييز".

و تحدث في الحفل بروس لاستيغ كبير حاخامات المجمع الديني اليهودي في واشنطن عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية و الذي أكد التأثير الإيجابي المرتقب للبيت الإبراهيمي ووصفه بأنه بمثابة مركز للتعلم والتحاور والعبادة مع تركيزه على اتاحة فرص التفاهم بين أتباع الأديان السماوية والمعتقدات المختلفة.

وقال : " إنه في هذا العالم الممزق الذي يسود فيه خطاب الكراهية و تتزايد فيه الممارسات العدوانية تمنحنا وثيقة الأخوة الإنسانية التي أعدها كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بصيصا من الأمل وتتطلب منا التذكر بأننا جميعا ننتمي للبشرية التي خلقها الله سواسية وتحثنا على اختيار الحب بدلا من الكراهية و السلام بدلا من الحرب وتذكرنا بأننا لدينا القدرة على تشكيل مستقبلنا عبر طريقة تعاملنا مع أخوتنا في العائلة البشرية".

من جانبه دعا الكاهن باتريك كونروي قس مجلس النواب الأمريكي إلى مباركة التعايش السلمي والتفاهم المشترك بين المؤمنين بالأديان السماوية وأتباع المعتقدات الأخرى على نطاق العالم.

تم خلال الحفل عرض فيلم قصير سلط الضوء على عدة مبادرات قامت بها دولة الإمارات مؤخرا لتعزيز التعايش بين أتباع الأديان والمعتقدات والتي جاءت في سياقها زيارة البابا فرنسيس التاريخية لأبوظبي في شهر فبراير 2019 وهي الزيارة التي تم خلالها التوقيع من قبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر و البابا فرنسيس على وثيقة الأخوة الإنسانية للسلام العالمي والتعايش التي تدعو الناس في أرجاء العالم إلى الالتزام بالقيم التي تعزز الأمن والسلام في المستقبل.

ونتج عن التوقيع على هذه الوثيقة تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية و التي تضم مجموعة من زعماء الطوائف الدينية والعلماء والخبراء في مجال التعليم والرواد في المجال الثقافي الذين يعتزمون تكريس جهودهم لتلبية التطلعات التي اشتملت عليها الوثيقة كما استلهمت منها دولة الإمارات فكرة بناء البيت الإبراهيمي الذي ستشرف عليه اللجنة.

وستكون أبوظبي مقر البيت الإبراهيمي - الذي قام بتصميمه السير ديفيد أدجايي كبير مصممي المتحف الوطني لتاريخ وثقافة الأمريكيين من أصل أفريقي في واشنطن - و من المقرر اكتمال منشآته عام 2022.

و تأتي هذه المبادرة في نطاق احتفاء دولة الإمارات بعام التسامح الذي يتم خلاله تشجيع الاندماج والاحتفاء بالتنوع الثقافي والعرقي.

و يقود سمو الشيخ عبد الله بن زايد باعتباره رئيس اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح مبادرات لتوسيع نطاق الحوار و التعايش الديني.

و في شهر أغسطس الماضي انضمت دولة الإمارات إلى اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ترسيخا لالتزاماتها بقيم التفاهم المشترك والتعايش السلمي.

الاكثر من أخبار محلية

أخبار محلية